ربما كان على الفرق المشاركة في دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد وأقصد هنا ما يطلق عليها بفرق الصف الثاني، أنْ تكون واقعية في مطالبتها باستعادة النظام السابق الذي كان يلعب فيه الدوري من دورين ذهابا وإيابا، قبل أن يتغير هذا الموسم إلى دورتمهيدي يؤهل الستة الكبار للمنافسة على لقب البطولة ويبقي الستة الآخرين في مباريات هامشية، إذ مع التوقف الأول للدوري اتضحت لنا صورة الفرق المتأهلة إلى الدورالنهائي للعب في المجموعة الأولى، كما كان متوقعا قبل انطلاقة المسابقة أساسا.
فمن شاهد مباريات المراحل الماضية سيقول بأنّ لجنة المسابقات بالاتحاد كانت صائبة في اتخاذ قرار تعديل الدوري إلى دورين مختلفين، ذلك أن المستوى العام يختلف جدا بين الفرق الستة الأولى ومثيلاتها في الصف الثاني، فمن شاهد مباريات أمثال توبلي مع باربارأوالنجمة مع سماهيج أو الشباب مع أم الحصم، يرى أنه من الصواب جدا أن يكون للأقوياء مكانتهم التي تقوي لاعبيها لا أن تجعلهم في استراحة، إضافة إلى الدوري عبر دوره الأول لم يشهد أي إثارة سوى في مباراتين هي البحرين والأهلي حين فاز البحرين على حامل اللقب، وبعدها في مباراة الدير مع الاتفاق حين اكتسح الاتفاق نظيره الدير، وفيما عدا ذلك لم نشاهد مباريات قوية ومثيرة سوى بين الستة الأقوياء.
لذلك ومن هذا المنطلق يجد البعض مبررا لما اتخذته لجنة المسابقات في تعديل أسلوب الدوري من أجل إضفاء الجمال والإثارة على جميع مبارياته الحاسمة، لا كما حدث في الموسم الماضي من انتهاء الدوري نظريا بعد الدور الأول، على عكس الموسم الحالي الذي لن ينتهي فيه الدوري إلاّ في مباراته الأخيرة من الدورة السداسية.
غير أنه من الممكن أنْ نبرر دفاع البعض عن النظام السابق وخصوصا من أندية الصف الثاني أمثال الاتفاق والاتحاد والبحرين، وهي التي ستخسر في حال سقطت إلى المجموعة الثانية في الدور الثاني القوة والمنافسة القوية التي كانت الفرق الكبيرة تعطيها إياه، لكن في المقابل لا يمكننا أنْ نتقبل ذلك المبررإذا ما جاء من أندية توبلي، سماهيج وأم الحصم التي لم تقدم شيئا يذكر في الجولات الماضية ولم تعط الدوري المجال المرجو منه.
إذا على الفرق هذه جميعها أن تعدل من أسلوبها التنافسي وخصوصا أندية الاتفاق والاتحاد وأن تحاول جاهدة التشبث بكل ما أوتيت من قوة بآمالها الضئيلة في التأهل إلى الدورة السداسية حتى لو كان ذلك صعب المنال، لتبرهن أن اعتراضها على النظام الجديد كان صائبا، على رغم أننا نرى في النظام الجديد مسارا صحيحا لدوري يجب أن يكون مثيرا وقويا في كل مبارياته.
إعدادنا للتصفيات المونديالية
يستغرب البعض من أنّ البرنامج الذي وضعه مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم التشيكي ماتشالا مقتصر على اللقاء الأوّل المتوقع أن يكون مع المنتخب العُماني، وبالتالي رغبته في الانتقال لإجراء المعسكر في الإمارات، بدل أن يكون معسكرا لجميع المباريات، إذا ماعرفنا بأنه من الصعب الحصول على اللاعبين بشكل مستمر وخصوصا المحترفين منهم في الدوريينِ القطري والكويتي.
المشكلة هي أنّ الاتحادات الوطنية ومنتخباتنا لاتستفيد من تجاربها السابق وتسعى لحلها، وإنما تصرعلى الخطأ ذاته، وعندها لن ينفع الندم.
من المؤكد أنه يجب أنْ يستعد المنتخب الوطني استعداد الأبطال لهذه التصفيات التي على ما يبدو لن تكون مشابها في راحتها لتصفيات مونديال ألمانيا الذي كان فيه المنتخب ناضج الفكر وقوي الشخصية يخاف منه الخصوم، وبالتالي فإن على الاتحاد والجهات المعنية أن تعمل على توفير كل مستلزمات الإعداد بشكل كامل.
ولا يمكننا أن ننسى منتخب كرة اليد الذي سيبدأ إعداده للمشاركة في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2009، من ضرورة أن تكون كل المستلزمات التي يطلبها مدرب المنتخب متوافرة لديه من أجل إنجاح العمل من دون معوقات تحدث في معسكره المتوقع، من دون أنْ نغفل ما كان يحدث سابقا في معسكرات المنتخبات الماضية من توتر ونفور من البعض تعكرصفو المعسكر الحالي
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1937 - الثلثاء 25 ديسمبر 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1428هـ