لا شك اننا من موقعنا هذا نؤمن بشرعية الحكومة، وبشرعية الأسرة الخليفية المالكة في الحكم. ولا مجال للمزايدة علينا من قبل كتاب المنصات أو أقلام النفاق والمجاملات وغيرهم من قوى السوء والحصالات السياسية... وإيماننا بهذه الشرعية لا يشك فيه من يتابع ما نكتبه من مقالات أو نتناوله في الملتقيات والمجالس الأهلية المختلفة من موضوعات وطروحات ومداخلات.
بادئ ذي بدء، فإن قوات الأمن يؤدون واجباتهم بطريقة قائمة على تطبيق القانون والتعليمات والأوامر الصادرة إليهم من أجل حفظ الدماء وأمن المجتمع. وتلك مسلمة. ثم إن الدولة بها من القوانين ما يضمن تكبيل حتى النملة! فضلا عن مجموعة شبان ثائرين على الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب البحريني. وقد ثار الشبان بعد ان استحكمت أزمة الثقة، والتي انعدمت بعد ربيع ميثاق العمل الوطني، بسبب طرح الدستور الجديد الصادر في العام 2002م. ودخلت البلاد في أتون ثنائية المشاركة والمقاطعة، فكان الناتج مقاطعة استمرت أربع سنين، وفي النهاية، أي في العام 2006 تمت المشاركة. إلا أن ما حملته المشاركة للجماهير لم يكن ليبني ثقة في بنية وتشكيلة النظام البرلماني، والتي تم العبث بها من خلال تزوير الإرادة الشعبية بالتدخل الفج في الانتخابات النيابية، سواء بفتح المراكز العامة على مصراعيها، أو بإجبار العسكر على التصويت لمرشحين دون غيرهم، إضافة إلى استخدام المال السياسي من جهات في الدولة بقصد الطأفنة، وترجيح كفة الحصالات السياسية من قوى الموالاة على المستقلين أو المعارضين السُنة. وظل الترنح قائما، وظلت أزمة الثقة تهز أركان المجتمع السياسي والقوى الاجتماعية المعارضة أو تلك الواقفة على الحياد في البحرين. إلى أن تراكمت كثرة من الإشكاليات الكبيرة زادت من حدة الاحتقان واستحكام الأزمة، ومنها ما أزكم أنوفنا وضج بها التقرير المثير (جدا) والمسكوت عنه (غصبا).
ومن أجل تصحيح أو تعديل الوضع الخطأ، ومن أجل الإصلاح السياسي والحكم الصالح الرشيد، تحدث الكثير من الشرفاء، وبحت الأصوات، وجف مداد الأقلام، وضجت قاعات الندوات والمؤتمرات بالصراخ مطالبة بالإصلاح الدستوري، وإصلاح الاقتصاد السياسي في البلاد. إلا أنه لا مجيب لنداءات الشرفاء في هذا الوطن؛ ووحدها تقارير الاستخبارات والعسس والمستفيدين من الامتيازات المختلفة، وأصحاب المصالح والحصالات السياسية وقوى السوء، هي الأصوات التي يتم الإنصات إليها بآذان صاغية!
بلادنا البحرين بحاجة إلى سواعد جميع أبنائها، فالبحرين للجميع؛ سنة وشيعة ومسيحيين ويهود وبهره وغيرهم... عرب وعجم، بيض وسود وملونين وآخرين... والبحرين بحاجة إلى عقول تتدبر في الحوادث، وتقرأ تاريخ الأزمات المستحكمة والثورات والانتفاضات والتغييرات السياسية. أخيرا، فإن البحرين بحاجة إلى مبادرة ثقة وطنية لا تستثني أحدا
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1937 - الثلثاء 25 ديسمبر 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1428هـ