تمر علينا حوادث كثيرة في مجتمعنا البحريني المحافظ، بعضها تمر سريعا في ذاكرة النسيان، وأخرى تبقى عالقة في الأذهان لفداحتها... لا نريد أن ندخل في الفلسفيات والكلام الذي «لا يودي» ودعونا ندخل في الموضوع من دون مقدمات.
في أحد الأيام المشئومة، التقى شاب فتاة في مقتبل العمر وتحدث إليها بأنه سيتقدم إلى والدها لخطبة يدها منه، ولكنه بحاجة إلى وقت للتعرف عليها أكثر، فهذه حياة زوجية «مو لعبة يعني»! الفتاة صدقت المقولة وآمنت بأن الشاب بحاجة إلى أن يتعرف على طباعها وطريقة تفكيرها وحياتها...
مرت الأيام وطلب الشاب أن يراها وجها لوجه ليتحدث إليها بكل جدية، فهذه حياة زوجية «مو لعبة يعني» وانطوت اللعبة على الفتاة والتقته مرة وطلب لقاءها مرة أخرى، ولأن الشيطان حاضر في كل زمان ومكان وقعت الفتاة في المحظور!
بعد يوم واحد فقط، اتصلت المسكينة بالشاب لتطلب منه أن يتقدم إلى أبيها لخطبتها، فكان جوابه بكل بساطة وسخافة «شلون أتقدم لوحدة طلعت وياي، يمكن طلعت ويا أحد غيري»! جملة أجزم وأتحمل ما أقوله بأن هذا الشباب رددها في أكثر من موقف، ولم يكن أمام الفتاة إلى أن تلجأ إلى والدها لكي ينقذ ما يمكن إنقاذه...
الوالد ذهب إلى الشاب ليتحدث إليه، ولكن حين ينزع الله حبل الحياء من وجه الإنسان فإنه يفعل ما لا يخطر على قلب بشر، فلجأ الرجل إلى المحكمة.
من هنا، تبدأ فصول حكاية جديدة، فبعد خمسة أيام بالتمام والكمال أفرجت الشرطة عن المتهم بكفالة وخرج إلى الحياة يمارس هوايته في إغواء بنات حواء، وبعد أيام طوال وبينما كانت أختنا تعتصر الألم أصدرت المحكمة حكمها على الجاني «غرامة 500 دينار تعويضا للأضرار التي تعرضت لها الفتاة»!
لا أدري، ولكن إذا كانت كرامة المرأة تشترى بـ 500 دينار فعلى هذا الدين وهذا الحكم السلام...
والسؤال المطروح، لماذا لا تطبق الأحكام الرادعة في هذه القضايا الحساسة لكي تكون رادعا يمنع ارتكابها؟!
ولا أبالغ حين أقول إن بعض القضايا تمر مر السحاب وكأن شيئا لم يكن! وبصراحة، كنت قد حاولت أن أحصل على رقم بحالات الاعتداء الجنسي على الأطفال وحالات أخرى مماثلة تتعرض لها الفتيات، ولكن من الصعب الحصول على هذه الأرقام وخصوصا أن كثيرا من هذه الحالات لا يتم الإعلان عنها لأننا نعيش في مجتمع لا يرحم أبدا
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1937 - الثلثاء 25 ديسمبر 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1428هـ