اتجهت أنظار الرياضيين في البحرين وحول العالم أمس الأول (الأحد) إلى الدوريين الإسباني والإيطالي لمشاهدة لقائي القمة بين برشلونة وريال مدريد في إسبانيا وميلان وإنتر ميلان في إيطاليا، وتابعهما أكثر من مليار مشاهد حول العالم.
اللقاءان كانا في قمة الإثارة والمتعة الكروية ليتمكن الفريق الأفضل من الفوز في كلا اللقاءين.
ريال مدريد في إسبانيا أثبت قوته وتفوقه على منافسه في عقر داره في ظل الأسلوب الجماعي الذي يتبعه الفريق واللاعبون المميزون الذين يضمهم بين صفوفه.
ما يميز الريال أنه يمتلك تشكيلة أساسية في غاية القوة من الممكن أن يأتي بالفوز أي فرد فيها في ظل تنوع الهدافين في الفريق إلى جانب امتلاكه تشكيلة احتياطية لا تقل قوة عن التشكيلة الأساسية.
مدرب الريال الألماني شوستر أعاد اكتشاف اللاعب البرازيلي القادم بقوة خوليو بابيستا من خلال توظيفه في وسط الملعب وخلف المهاجمين ليستغل قوته البدنية وسرعته وتسديداته القوية في ترجيح كفة فريقه في كثير من الأحيان، وكان آخرها تسجيله هدف الفوز بطريقة رائعة في مرمى برشلونة.
الريال يلعب بأسلوب عصري سريع يتكامل فيه الفريق دفاعا وهجوما مع اعتماده على أسماء رنانة في الدفاع والوسط والهجوم، ولكنها تلعب لأجل المجموعة وليس لأجل نجوميتها.
الفريق الملكي بفوزه على منافسه المباشر في عقر داره وابتعاده في الصدارة بفارق 7 نقاط اقترب كثيرا من الاحتفاظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي.
الريال هذا الموسم يبدو مختلفا تمام عن الخمسة مواسم السابقة، والفريق لا يهدف فقط للدوري المحلي وإنما سيكون استعادة اللقب الأوروبي في سلم أولوياته.
على الجانب الآخر، اقترب إنتر ميلان هو الآخر من الحفاظ على لقبه بطلا للدوري الإيطالي للموسم الثاني على التوالي بفوزه على جاره أي سي ميلان بهدفين مقابل هدف واحد.
الإنتر كان الفريق الأفضل في المباراة واستحق الفوز من خلال أسلوبه الجماعي وتفوقه التكتيكي الواضح على منافسه الذي فشل حتى الآن في تحقيق أي فوز على أي فريق إيطالي على ملعبه هذا الموسم في مفارقة غريبة لبطل أندية العالم. المباراتان كانتا في غاية الأهمية وخصوصا مباراة الدوري الإسباني التي سيتحدد من خلالها إلى حد كبير بطل الدوري الأكثر شهرة ومتابعة جماهيرية، ومع ذلك انتهت المباراتان بكل أريحية ومن دون أية مشكلات تحكيمية أو جماهيرية مع وجود أخطاء تحكيمية فيهما.
لاعبو الفريقين الخاسرين كانوا في قمة الالتزام والانضباطية وكذلك جماهيرهما، مع أن هزيمتيهما كانتا قاسيتين بحيث وصفها قائد برشلونة الإسباني بويول قبل المباراة بأنها في حال حدوثها ستكون نهاية العالم بالنسبة لفريقه!
الدوريان الإيطالي والإسباني يداران بمئات الملايين من الدولارات، ومن لعب في مباريات أمس الأول هي فرق المقدمة فيهما والأكثر جماهيرية ليس داخل بلديهما فقط وإنما حول العالم.
مع كل ذلك تقبل المهزوم هزيمته على رغم مرارتها، في الوقت الذي لا تقبل فيه فرق دورينا المحلي وخصوصا فرق المقدمة منها الهزيمة أبدا!
الرياضة فيها الفوز والخسارة والروح الرياضية هي الأساس فيها، أما الانفلات والعصبية ورفض الخسارة والدخول في حلبات مصارعة فإنها كلها أمور ليست لها علاقة بالرياضة.
في دورينا المحلي ستلعب مباريات قمة في كرة القدم بين المحرق والأهلي وفي كرة السلة بين الأهلي والمنامة، وما نتمناه أن يخرج الخاسران في كلتا المباراتين بكل التزام وتقبل للهزيمة بغض النظر عن ظروفها وأسبابها
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1936 - الإثنين 24 ديسمبر 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1428هـ