على ما يبدو ان موجة غلاء الأسعار التي غطت البحرين منذ العامين الماضيين لم ينج منها أحد، على رغم المحاولات الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية ممثلة في مجلسي الشورى والنواب والاقتصاديين والحكومة، وكذلك المواطنون في إنقاذ أنفسهم من الغرق في محيط الغلاء.
من جانبها، تناولت وسائل الإعلام المحلية ملف الغلاء بكل جهد وطاقة، وعملت بشكل جيد في إبلاغ الحكومة على اعتبار أنها المعني الأول بمدى الأضرار والإرهاصات التي ستخلفها موجة الغلاء على المواطنين وبالتالي الوطن كله، إلا أنها عجزت بعد حين عندما وجدت أن محاولاتها في إنقاذ المواطنين لم تجد نفعا، وأن الرأي العام أصبح متشبعا بملف الغلاء ولا يعيره الاهتمام الكافي نظرا الى عدم وجود مستجدات ملحوظة تساعدهم في إنقاذ أنفسهم واستمرار الارتفاع في الأسعار.
الدول المتقدمة والنامية التي تسعى الى الحفاظ على مكانتها من بين دول العالم وتطوير نفسها لتحقق أعلى المستويات، من حيث الإنتاج الفكري والعلمي والاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن إيجاد الحكم الصالح؛ عمدت إلى تهيئة أفضل الأجواء والظروف بمختلف أشكالها لمواطنيها، وعززت من مكانتهم المادية مع مراعاة الحراك الاقتصادي والموازنة معه، الذي يرتبط بدوره بالناتج الاجتماعي وبالتالي الناتج العلمي والاقتصادي وما يليه لمصلحة البلد. أقول إن أية حكومة تسعى للنهوض بنفسها من بين دول العالم على مختلف الأصعدة، عليها أن تهتم بثروة البلد وهم المواطنون وتوفير الحياة الكريمة لهم، فإنها مهما خسرت بداية ستعوض على نفسها الكثير مستقبلا
إقرأ أيضا لـ "صادق الحلوجي"العدد 1936 - الإثنين 24 ديسمبر 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1428هـ