العدد 1934 - السبت 22 ديسمبر 2007م الموافق 12 ذي الحجة 1428هـ

«المساحة الوسط»... الحق الضائع

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

ينتظر الناس على مختلف «بيزاتهم» العيد بفارق الصبر، بفرح أو وجل لا يهم، إنما هو يوم في نظر الجميع «عيد» وإن كان سيكلفهم الكثير، وسيفلس جيوبهم قبل أوان صرف الرواتب للشهر المقبل، والكثيرون يعتبرونها «فدوى لسعادة يوم واحد» بعد شقاء أيام. لكن، في هذا العام يبدو العيد مختلفا.

استعد الناس له بكل جد، وفروا مستلزماته، ونهوا أطفالهم عن لبس كل ما يتعلق به إلى أن يحين موعده... أقبل اليوم، واختفت معالمه أو تبدلت، والهدوء والسكينة المرتجيان في هذا اليوم تحولا إلى صخب وغضب متفجر، والاتفاق على الأقل في تبادل التهاني عاود إلى الاختلاف والعداء والبغضاء... فيما بقيت «العيادي» تراوح مكانها، أو أخرج بعضها على مضض ليفرح بها طفل لم يعِ بعد ماذا يجري؟!

طرفان كل يلقي باللوم على الآخر، يتحاربان ويتقاتلان كل بوسائله وأسلحته، يحتار وخصوصا «ذو العقل الصغير» حينما يستمع إلى تبريراتهما أية الجهتين على حق وأيهما على باطل، فيما تبقى «المساحة الوسط» يشغلها شيخ كبير، وامرأة أم، وعليل، وزهور يانعة (ليس لها في البحر طين)... تتساءل: ما ذنبي أنا؟ وهنا يكمن الحق الذي لا جدال فيه... وعلى رغم ذلك يظل الطرفان يتقاذفان التهم ويقسمان الناس، ويزداد فتيل خلافهما اشتعالا كلما سقط أحد هؤلاء الأبرياء ضحية في حربهما، والغريب أن ما من أحد جرؤ على الاعتراف بحقهم بعد، وكأنهم (المتناحرون) عشقوا الحرب ونيرانها فلا يتوانون عن زيادتها حطبا قوامه أبرياء القوم وضعفائه.

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1934 - السبت 22 ديسمبر 2007م الموافق 12 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً