للأسف اعتدنا في البحرين خلال الأعوام الأخيرة ألا نهنأ بعيد ولا تكتمل فرحتنا فيه، بيدأننا في هذا العام شهدنا أكثر الأعياد حزنا بسبب الحوادث المؤسفة في الأيام القليلة الماضية التي استمرت فيها المواجهات والصدامات الأمنية قبل وبعد وفاة الفقيد علي جاسم.
السؤال هو مَنِ المسئول عن كلّ ما حدث؟ ما ذنب تلك الأم أو الزوجة أو الابن الذي تيتم وهو في بطن أمّه؟ متى سيتعامل رجال الأمن مع ما يحدث بأسلوب عقلاني وحضاري؟ ومتى سنتعلم أنّ سياسة التكسيروالتخريب لم تعد مجدية؟ نعم لدينا مطالب عدة، وفجعنا بوفاة شاب في ريعان شبابه كما فجع أقرباؤه بذلك، ولكننا لا نريد أنْ نفجع بفقدان عزيز آخرعلى أهله.
هناك مَنْ يسعى إلى تأجيج الأحداث والأوضاع ويضع نصب عينه تحقيق بطولات على حساب الآخرين من دون مراعاة أنه قد يسقط علي جاسم آخر، ويخلف وراءه يتيم آخر، وفي تلك الحالة سينفلت الوضع وسنصل إلى أمورلا تُحمد عقباها. فهل نريد أنْ نشيّع في كل يوم شابا غضا آخر؟
هل نريد العودة إلى المربع رقم واحد؟ إذا كان البعض يرى في ذلك هو الحل، فليعلم أنّ غالبية مَنْ يعيشون على هذه الأرض الطيبة لا يريدون فقدان المزيد من الأبناء أو العودة الى هذا المربع، وإنْ كانت لدينا مطالب فلنطالب بها من دون سفك المزيد من الدماء
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ