تلعب بعض الصحف المحلية دور ساكب الزيت على النار، وهي على هذا المنحى منذ فترة ليست بالقصيرة، لأسباب عدة، منها تحقيق مكاسب سياسية، وتوجيه أنظار الحكومة في اتجاه معين، ورفع «أرصدتها»، عدا معادلات أخرى يتمّ إدارتها في الخفاء تصبّ في تعزيز صورتها أمام جهات معينة.
اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، نحن بحاجة إلى تعزيز اللحمة الوطنية، ووأد الفتنة الطائفية في مهدها، والتكاتف لتحقيق مصلحة البحرين العليا، وفي ظل وجود بعض الكتاب المؤدلجين، وسهامهم الموجهة تجاه شريحة معينة من المواطنين بالتشكيك في انتمائهم وولائهم، لا يبدو أننا سنتمكن قريبا من تحقيق الأهداف المذكورة.
ما نحتاجه في هذه المرحلة، هو إعداد ميثاق شرف صحافي يوقعه القائمون على المؤسسات الصحافية، يتم وفقه الالتزام التام بالابتعاد عن الإثارات الطائفية، وصياغة ما ينشر بحرفية وحيادية، ومنع الأهواء الشخصية والتوجهات الفكرية والسياسية من التغلغل في المنتج الصحافي، مع تحديد جزاءات وعقوبات تفرض على المخالفين، للسيطرة على التخبطات التي تحدث هنا وهناك.
لا نؤيد حبس الصحافي بسبب إدلائه برأيه، أو نستميت لكي يضمن قانون الصحافة مادة تدافع عن هذا التوجّه، ولكن إذا جئنا إلى الواقع، فإن هناك صحافيين قد لا يكون كافيا الحكم عليهم من قبل الشعب لقاء ما تكتبه أياديهم من مقالات همها الفرقة والكراهية وإثارة العداوات وخلق الفجوات بين أبناء الوطن الواحد.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ