العدد 1931 - الأربعاء 19 ديسمبر 2007م الموافق 09 ذي الحجة 1428هـ

الوداعي: الشعر في الأندلس تأرجح مع الحالة السياسية المتقلبة

في محاضرة عن «سلطة الفقهاء على الشعر في عصر المرابطين»

أكّد الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة البحرين عيسى الوداعي أنّ الشعر قد تراجع وانحسر ظله في ظل دولة المرابطين التي امتدّت في الفترة من 484-541هـ، مبينا أنه الأمر الذي استقر في أذهان كثير من الباحثين ومؤرّخي الأدب قدماء ومحدثين.

وتابع الوداعي في محاضرته التي نظمتها اللجنة الثقافية بكلية الآداب بجامعة البحرين «إنّ عدم معرفة أمراء المرابطين بالعربية وانشغالهم بالجهاد والغزو بالإضافة إلى تبلبل الحياة السياسية وعدم استقرارها، كلّ ذلك أدّى إلى التراجع والانحسار في الشعر في دولة المرابطين بحسب ما توقف عنده الباحثون من أسباب».

وقال:»إنّ البحث يأتي في سياق تتبع الأثر الذي تركه فقهاء دولة المرابطين في الشعر والشعراء من خلال استقراء الشعر الأندلسي في تلك المرحلة»، مشيرا إلى أنه اعتمد على شعر ثلاثة من كبار شعراء تلك الحقبة هم: الأعمى التطيلي، وابن خفاجة، وابن قزمان»، مستفيدا في الوقت نفسه مما ورد في أشعار غيرهم في كتب التاريخ الأدبي التي أرخت لتلك الحقبة.

ثم تطرق إلى الحديث عن الحالة السياسية والأدبية العامّة في عصر المرابطين مبينا أنه عندما قضى يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين على ملوك الطوائف رجعت الأندلس دولة واحدة، وتوحّدت مع المغرب في ظل أمراء مغاربة عرفوا بالمرابطين أو الملثمين، موضحا الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية لقيام دولة الأندلس.

بعد ذلك، تحدّث عن حالة الشعر في عصر المرابطين، حيث أولى الأندلسيون عناية كثيرة بالشعر، فبدأوا مقلدين للمشرقيين، ثم ما لبثوا أنْ ابتدعوا طرقا شعرية كانت وليدة بيئتهم الساحرة، مبينا أنّ حال الشعر كانت تتأرجح علوا وانخفاضا تبعا للظروف السياسية التي مرّ بها ذلك القطر.

وقال: «لقد بلغ الشعر الأندلسي ذروته في أيام ملوك الطوائف إذ حظي الشعراء منزلة عظيمة لدى الملوك، ومن أجل ذلك راجت سوق الشعر، وبرزت أسماء لامعة في هذا الميدان مثل ابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس، وابن وهبون وغيرهم، ولمّا استولى المرابطون على الأندلس ركدت ريح الشعر، وبارت تجارة الشعراء وصاروا يتكففون الناس ليجودوا عليهم بما يسد رمقهم ويسترعوراتهم»، مضيفا إنّ بعض الشعراء وجدوا خلاصهم كامنا في هجرالشعر والاشتغال بغيره.

وأوضح أنّ حال الفقهاء مع الخلفاء والأمراء مضطربة وغير مستقرة، فخليفة يقرّبهم وآخر يضطهدهم، ولم تقو شوكتهم كمثل ما قويت أيام دولة المرابطين، التي رفع فيها هؤلاء الفقهاء إلى مراتب الرئاسة، واستغل الفقهاء هذه الفرصة فبلغوا مطامحهم في الرئاسة والسلطان، وأصبح الفقيه المشاور حاكما مدنيا إلى جانب القائد المرابطي الذي كان حاكما عسكريا.

ثم تحدث عن نظرة الفقهاء إلى الشعر وأنهم اتخذوا منه موقفا صارما، وراحوا يؤطرون الموضوعات التي ينبغي للشاعر الخوض فيها، وقسّموا الشعر كغيره من الأشياء والموضوعات إلى جائز ومحرّم ومكروه، متخذين من قوله تعالى « والشعراء يتبعهم الغاوون» مدخلا ليقرروا أنه لا ينبغي للشعر أنْ يكون الغالب على العبد.

العدد 1931 - الأربعاء 19 ديسمبر 2007م الموافق 09 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً