العدد 1929 - الإثنين 17 ديسمبر 2007م الموافق 07 ذي الحجة 1428هـ

طأفنة التجنيس

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كنا ننتظر ردا من نائب كتلة الوفاق الأخ جلال فيروز عمّا أثير بشأن خطابه المرسل إلى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الذي يتضمن طلبا لتجنيس أحد الرياضيين في دائرته. إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.

من المفترض - في الظروف العادية - ألا تثير رسالة النائب أبعد من موضوع طلب تجنيس عادي لشخص قدم عطاء للبلد، وقد يكون من حقه الحصول على الجنسية بحسب الشروط القانونية، تماما كما هو الحال مع الكثير من المحرومين من الحصول على الجنسية البحرينية من عرب الساحل الغربي لإيران «الهولة»، العمانيين في البحرين منذ قديم الزمان، وبعض الجاليات التي تنطبق عليها شروط الحصول على الجنسية البحرينية ومع ذلك لا يتمّ منحهم إياها. في حين يحصل غيرهم من خارج إقليم الخليج والجزيرة العربية (دول التعاون الست واليمن) على الجنسية البحرينية بسهولة «شربة الماي»، لا بل يتم تقديمهم في الخدمات الإسكانية وغيرها من خدمات تقدمها الدولة للمواطنين!

لا تثير مسألة منح الجنسية بحسب القانون أية حساسية، فمسألة الحصول على الجنسية البحرينية حقّ إنساني أصيل ينظمه الدستور والقانون وتسانده مختلف الشرائع والأعراف... إلا أنه وفي حال الانقسام الطائفي الراهن في البحرين، فإن الأمر مختلف جدا. فالنظر إلى من يكون هذا المتجنس هو المعيار في اتخاذ الموقف اللازم حيال حصوله على الجنسية! وبصريح العبارة: فإن تجنيس الشيعي - لدى غالبية الشيعة - يعتبر حقا وينبغي المطالبة به، وإن تجنيس السني - لدى غالبية السنة - يعتبر حقا وينبغي المطالبة به. إلا أنه لا أحد من الطرفين يفكر بتدبر في عواقب المسألة من الناحية العلمية، وسلبيات وإيجابيات عمليات التجنيس. فالطائفية تغشى عيونهم عن النظر إلى عواقب هذا الأمر الخطير.

الطائفية تغشى عيون الطائفيين فلا يجدون غضاضة أو حياء أو أي معنى لكريم الأخلاق... في أن يتحدثوا بلسان التشنيع على من حصل أو سيحصل على الجنسية البحرينية من غير طائفتهم، ويصمتون صمت القبور عن طلبات التجنيس لمن ينتمي إلى طائفتهم، حتى وإن كانت خارج القانون! أما والحال كذلك؛ فإن المجتمع البحريني، اليوم، مبتلى بداء الانقسام الطائفي أكثر من أي وقت مضى. بل وفي حال رسالة النائب فإن المجتمع البحريني منقسم طائفيا وعرقيا أيضا!

علاج حال الانقسام لن يكون بالدعوة إلى استبدال دين الناس أو مذاهبهم بدين أو بمذهب آخر، بل العلاج هو الانتقال من الولاءات الضيقة (الطائفية، العرقية والقبلية وغيرها) إلى رحاب الولاء للوطن فقط... والحقوق المواطنية؛ وهذا العلاج يتطلب سموا وطنيا وجهدا كبيرا وإخلاصا في العمل، وهذا غير متحقق في القوى السياسية ذات الألوان الطائفية (السنية والشيعية)، وخصوصا أول وأكبر جمعية طائفية في البلاد!

«عطني إذنك»...

ظهر علينا أحد المسئولين الطائفيين في العراق المحتل، وبالمناسبة هو متهم بأنه زعيم لإحدى عصابات القتل ومافياوات الموت، يقول هذا الطائفي: إن الصراع ليس «فارسي/عربي»، وليس «شيعي/سني»؛ بل كل هذا الصراع هو من صنع الأجنبي. كلام جميل جدا؛ ولكن من هو الأجنبي؟! هل هو شبح غير معلوم؟! إن لم يكن الأجنبي هو الذي امتطيت ظهر دبابته، فمن يكون يا خايب الرجا ويا خريف الفكر؟!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1929 - الإثنين 17 ديسمبر 2007م الموافق 07 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً