الوفد الآسيوي لكرة القدم الذي جاء للبحرين وأقام ورش العمل خلال الفترة من 10 إلى 13 من الشهر الجاري من أجل تطوير الكرة البحرينية تحت عنوان «رؤى البحرين» حضرها مدير مشروع رؤى آسيا بالاتحاد الآسيوي الايرلندي برندان والمسئول عن تطوير الفئات العمرية بالاتحاد الآسيوي - شامل محمد كامل، وحمل الوفد الآسيوي إلى الاتحاد الكروي الكثير من النقاط المهمة على طريق التطوير منها 5 نقاط مهمة لو تم تطبيقها فمن المؤكد سنسير فعلا إلى نقطة التطوير المطلوبة. أول هذه النقاط احترافية الإدارة في اتحاد الكرة والتي تعطي العمل في لجانه الابداع وابتكار الأفكار الناجحة من أناس متخصصين في المجالات المطلوبة لوضع البرامج التي تساعد الاتحاد على عملية التطوير.
النقطة الأخرى تكمن في إعادة النظر في المسابقات وخصوصا الدرجة الأولى وهذا امر مهم، إذ مضت الكثير من السنوات وحال المسابقات لم يتغير وبقي بالشكل التقليدي الذي لا يقدم ولا يؤخر ومر بتغيرات طفيفة غير مؤثرة، فالمربع الذهبي الذي لم يكن فيه التطوير المنشود وغير ذلك بقي يسير على البركة وخصوصا في ظل الشح الكبير للملاعب، وبالتالي من المهم جدا أن نبتكر الأفكار المؤثرة وهذا يتبع النقطة التي تسبقها في احترافية الإدارة من أجل ايجاد طرق فاعلة لتطوير المسابقات لدى اتحاد الكرة، والجماهير ترغب في دوري قوي بالمنافسة الجماعية للفرق المشاركة في الدرجة الأولى.
النقطة الأخرى تشدد على تطوير الأندية، وهنا مربط الفرس كما يقولون، وهذا التطوير يحتاج إلى البنية التحتية القوية ومن دونها لن نرى لا أندية ولا مسابقات قوية ولا فاعلية لاحتراف الإدارة، وبالتالي المطلوب أساسا قبل كل شيء أن نوجد البنية التحتية فعلا لا بالكلام ولا بالترقيع، أي بمعنى آخر أن تخصص الحكومة موازنة كبيرة تحقق معها هذا الأمل المنتظر لسنوات مضت لبناء الأندية النموذجية بمرافقها الكاملة من استاد كروي وصالات مغلقة ومكاتب للإدارة وغيرها من المرافق الأخرى المهمة، حينها نستطيع أن نقول إن الكرة في البحرين تسير إلى الأفضل وخصوصا أننا نمتلك العنصر البشري الموهوب الذي يحتاج إلى الإمكانات المذكورة آنفا.
النقطة المهمة جدا والتي ادعو إلى تفعيلها بالشكل المطلوب ولكن قد تصطدم بالأمور الأخرى من البنية التحتية في الأندية، وهو ما جاء به الوفد الآسيوي، وليس بجديد، إشراك وزارة التربية والتعليم في تطوير الفئات العمرية خصوصا أن الخبير في شئون هذه الفئة كان موجودا في البحرين والتقى الكثير من المسئولين في وزارة التربية لوضع البرامج الخاصة بتطوير الكرة، وشدد على أن تتولى وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع اتحاد الكرة إقامة المسابقات للفئات العمرية (الصغار) ليكون المردود الفني في كل جوانبه ايجابيا. إلى ذلك محاولة تحويل مدرسي التربية الرياضية إلى مدربين عبر اشراكهم في الدورات التدريبية لرفع قدراتهم الفنية، وبالتالي نستفيد منهم في تطوير الفئات العمرية.
الصغار في الأندية يحتاجون في المقام الأول إلى التربية السليمة وترسيخ مفهوم العقلية السليمة في نفوسهم، ومن ثم تعليمهم أساسيات الكرة وفنونها ومهاراتها وإرشادهم إلى الطريق الأمثل بعيدا عن الانحرافات السلوكية التي تصطدم بهؤلاء وقد تبعدهم عن مواصلة المسيرة نحو النجومية المنتظرة.
المدرسون (المعلمون) في المدارس الحكومية لديهم أساسيات التدريب ولو بصورة نسبية، ولكن هؤلاء طبعا لديهم القدرة على صقل هذه الموهبة بالدورات التدريبية ومن ثم تخريجهم مدربين للفئات العمرية، أضف إلى ذلك المطالبة بتطوير الفئات العمرية بان تتولى وزارة التربية والتعليم مهمة تنظيم وإقامة المسابقات الكروية للفئات العمرية (الصغار) في المدارس ولكن ليس كل الفئات، لأننا في المقابل بحاجة إلى قاعدة لكل الأندية تغذي بها الفريق الأول، ولكن كما نعتقد نحن ان الفئة من 10 سنوات إلى 15 سنة من الممكن أن يترعرعوا مهاريا في المدرسة ومن ثم الزج بهم إلى الأندية بعد أن يأخذوا قسطا كبيرا من النضج المهاري والفني.
ولكن تبقى المشكلة العالقة والتي تحد وتمنع من التطوير وتطبيق مثل هذه الفكرة تلك الملاعب غير الصالحة بتاتا في المدارس، ولذلك نحن نطالب الحكومة المتمثلة في وزارة التربية والتعليم بتطوير البنية التحتية في المدارس لما لها من أهمية بالغة في عملية التطوير.
هنا توجس كبير من معظم أولياء الأمور بزج أبنائهم الموهوبين إلى الأندية وهذا التردد قد يكون ناشئا عن بعض الحوادث المقلقة هنا وهناك في الأندية بسبب الدور الإداري الضعيف، ما يقود الأمور إلى ما لا تحمد عقباه وبالتالي النظر إلى المعلم في المدرسة يرفع القلق وخصوصا إذا كان الابن صغيرا؛ لان المدرسة تخضع إلى قوانين وزارة التربية والتعليم وهي ضمن منظومة المجلس الوزاري وقراراته ملزمة للجميع، وبالتالي لو حدث أي أمر غير طبيعي، فهذا القانون سيردع من تسول له نفسه وستكون العقوبة شديدة بعكس النادي تحدث فيه بعض الانتهاكات غير الإنسانية لبعض صغارنا، ولكن لم تكن العقوبة بحجم الفعل القبيح! وبالتالي من هذا المنطلق نحن نشدد على تولي المدرسة تربية الصغير كرويا وتعليمه المهارات والفنيات. أضف إلى ذلك قد يكون ولي الأمر أكثر اطمئنانا على مستقبل ابنه الدراسي إذا كان موجودا في المدرسة بعكس إذا كان في النادي. ونحن لا نقول إن النادي وكر للفساد بل نحن نعلم ان هناك أندية لديها الإداريون المثقفون والفاهمون ومن لديهم الكفاءة العلمية والتربوية في قيادة الدفة إلى ساحل السلام والأمان، وإنما هذه توجسات سقتها من بعض أولياء الأمور، وحتى لا نفتقد الكثير من المواهب من صغرها علينا أن نفعل الدور المدرسي بشكل أفضل وإشراك المختصين في وضع البرامج التطويرية، وان يكون التعاون موجودا بين المدرسة والنادي والاتحاد الكروي.
وكل ذلك متوقف على ايجاد البنية التحتية الصالحة في كل المدارس أولا ومن ثم الأندية وبغير ذلك فاننا نحفر في الصخر وليس لدينا حل وإنما هو الفعل بعيدا عن الكلام، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
أملنا كبير في أن نجعل المدرسة تزود النادي بالموهوبين كما كان في السابق، وان نجعل المدارس الحكومية بوابة التطوير لكرتنا بدءا من الفئات العمرية ونحن بانتظار تنفيذ مثل هذه البرامج التطويرية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1928 - الأحد 16 ديسمبر 2007م الموافق 06 ذي الحجة 1428هـ