العدد 1928 - الأحد 16 ديسمبر 2007م الموافق 06 ذي الحجة 1428هـ

«الناتو» الكسول

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الأوروبيون يودون المساهمة في مهمات حفظ الأمن في هذه المنطقة الاستراتيجية عالميا، هذا هو ملخص ما حملته الندوات والمشاركات السياسية لحلف الناتو في الخليج خلال هذا العام.

بوابة العبور الأوروبية كان تفعيل معاهدة اسطنبول 2004، وهو ما تمخض فعلا عن أكثر من لقاء في المنامة والدوحة، وصولا إلى توقيع أول الاتفاقات الأمنية مع الكويت، وبحسب بعض التأكيدات التي صدرت عن بعض العواصم الأوروبية فإن اتفاقات أخرى مع المنامة وأبوظبي ستكون في اليد عما قريب. هذه الاتفاقات - التي حرصت الأطراف كلها على تأكيد أنها لا تتصل بالعمليات العسكرية - لم تستطع تطمين السعوديين الذين أبدوا تحفظهم في الدخول على الخط.

وعلى رغم التمنع السعودي، فإن دول الخليج والدول المعنية بالملف الأمني في الخليج أبدت تجاوبها السريع مع فاعلية مكنة حلف الناتو التي نشطت، والسبب في ذلك، هو البحث عن صيغة جديدة في إدارة الملف الأمني في المنطقة بعيدا عن التفرد الأميركي بهذا الملف. حالة الارتياح هذه لم تطل، وسرعان ما طالتها الاتهامات التي ذهبت إلى توصيف الناتو بأنه اليد الأخرى للولايات المتحدة في المنطقة، إذ تسعى الولايات المتحدة من خلال تفعيل دور الناتو إلى إنهاء سلسلة الاتهامات والانتقادات التي تواجهها بشأن تفردها بالقرار السياسي والأمني في المنطقة.

الإيرانيون الذين رفضوا المشاركة في حوار المنامة، أكدوا أن وجود الناتو على خريطة الأمن الإقليمي لا يعني شيئا، وهذه الاتهامات وإن كانت لا تزيد عن كونها ذرائع فإنها في السياق نفسه، لا تنفصل عن ضعف الوجود والفاعلية الأوروبية في الناتو الذي هو بالتأكيد لايزال يعتمد على الولايات المتحدة التي تبدو العضو الوحيد الملتزم في الوفاء بالتزاماته التشغيلية والعسكرية قبالة الأوروبيين الذين تركوا غالبية مقاعدهم للأميركيين.

رأي آخر يصطف قبالة هذه الآراء كلها، وهو يذهب إلى أن “الناتو” المصاب بحالة متقدمة من «الكسل» لن يستطيع أن يكون رقما جديدا في المنطقة، وخصوصا أن دخول الحلف في المنطقة يتطلب في البدء العمل الكثير، وخصوصا أن هذا التكون السياسي العسكري هو كائن غريب بالنسبة إلى أبناء المنطقة، وعلى رغم إقرار المسئولين فيه بحقيقة ذلك خلال آخر حواراتهم في المنامة فإنهم ومنذ ذلك الحين، لم يسارعوا إلى تفعيل البرامج الاتصالية التي أكدوا رغبتهم في تفعيلها.

الناتو «الكسول»، الذي لم يشارك أيضا في أي جزء من أجزاء المعركة الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني، يحتاج إلى تحرك أكثر مما هو عليه اليوم، وخصوصا أن دخول المنطقة في حرب جديدة سيجعل الحلف في موقف حرج أمام الأميركيين ودول الخليج في آن واحد، وسيكون موقف «الناتو» ليس بعيدا جدا عما كان عليه الموقف الفرنسي البليد إبان حرب تحرير العراق، حين أتى الفرنسيون بعد الحرب ليطلبوا مقاسمة الأميركيين في الغنيمة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1928 - الأحد 16 ديسمبر 2007م الموافق 06 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً