أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة بطولة الخليج الأولى للمنتخبات الأولمبية لكرة القدم، وحتى الآن مازال إعداد منتخبنا لهذه البطولة فقيرا جدا، ولا ندري بصراحة هدف الاتحاد من هذه المشاركة، هل هو المنافسة على لقبها ووضع النجمة الأولى لكرة القدم البحرينية، أم سنكون مجرد تكملة عدد ولرفع العتب عن الاتحاد إذا ما قدم اعتذاره عن عدم المشاركة فيها؟!

والأدهى والأمر من ذلك هو سماح الاتحاد البحريني لكرة القدم للمدرب بالمغادرة إلى بلده للاحتفال بأعياد الميلاد بدلا من تكثيف الإعداد خلال المرحلة المقبلة، وخصوصا أن المنتخب الأولمبي سيكون مكونا من عناصر جديدة مختلفة عن العناصر التي خاضت التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية، وتحتاج هذه المجموعة إلى وقت كاف لخلق التجانس فيما بينها وإعدادها بالشكل السليم لكي يكون منافسا حقيقيا على لقب البطولة، أو حتى لئلا يكون ممرا سهلا لبقية الفرق التي سيكون إعدادها أفضل منا بكثير.

والسؤال الذي نوجهه لمجلس إدارة الاتحاد الآن: ما الهدف من هذه المشاركة تحديدا؟ وهل سعى فعلا إلى تحقيق هذا الهدف؟

وإذا افترضنا أن الهدف من هذه المشاركة هو المنافسة فمن الواضح أن منتخبنا سيكون بعيدا عن ذلك بسبب ضعف الإعداد، وعدم الجدية في هذه المشاركة.

وإذا افترضنا أن الهدف لكسب فريق جديد فسيكون لاعبو هذا المنتخب أتعس لاعبين على وجه الأرض؛ لأنهم سيتلقون الهزيمة تلو الأخرى، وسيؤثر ذلك على نفسيات اللاعبين وسيفقدون الثقة بإمكاناتهم وقدراتهم والسبب في ذلك ضعف الإعداد أيضا.

وإذا كانت المشاركة بهدف المشاركة فقط واتباع مقولة «حشر مع الناس عيد» فهذه طامة أخرى تحل على كرتنا؛ لأننا نبحث عن إنجاز حقيقي لكرة القدم، والتهاون في سبيل تحقيق ذلك يكون تلاعبا بأعصاب الجماهير البحرينية المحبة والعاشقة للأحمر بجميع فئاته، ولا يرضيها أبدا أن تكون منتخباتها «ملطشة» لكل من هب ودب!

اتحاد الكرة الآن مطالب بأن يكون أكثر شفافية في وضع خططه وبرامجه المستقبلية، وخصوصا فيما يخص المشاركات الخارجية حتى لو كانت ودية؛ لأن مهمة الاتحاد الرئيسية هي المحافظة على سمعة الكرة البحرينية وترك الانطباع الجيد لمنتخباتنا في جميع المحافل التي تشارك فيها خليجيا وقاريا ودوليا.