كلما وقفت على محطة من محطات الإعاقة والذي يحاول بعض المتنفذين من وضع عراقيلهم أمام الإصلاحيين والوطنيين سواء الوفاق أو قيادتها، كلما أصبت بدهشة كبيرة وشعرت بالدوار. فالسؤال لا يزال يجب أن لا يقف عن الترديد: لماذا يقف هؤلاء يحملون معاولهم الهدامة بغرض هدم أو منع أية إنجازات مرتقبة ستكون بإذن الله على يد الوفاق.
أحيانا نسمع قصصا غريبة عجيبة، وإذا ما تلقفتها آذان الناس جاء الجواب بأننا نريد أن نطبق القانون، والسؤال: هل يجوز لنا أن نتلاعب بالقانون على أمزجتنا الخاصة؟ القانون له من المعايير وله من الظروف والملابسات لا بد أن يطبق بحذافيره لا أن يطبق بصورة مزاجية ووفق مقاسات غير منضبطة، لا تزال ذاكرتنا إلى الآن تحتفظ بالعديد من الاستجابات غير المنطقية والتي جاءت بشكل مزاجي فمسرحية ليش ي أبو العيش مثال، والعديد من المسيرات المرخصة والتي ضربت بعدها بحجج واهية ... والقائمة تطول ولست هنا بصدد بيانها ولكن أوردها على سبيل المثال لا الحصر. وبالأمس القريب كانت دائرة شئون المرأة تستعد لتنظيم أول مؤتمر لها، عرقلت الجهود الرامية إلى استضافة أحد الشخصيات الوطنية التي سبق أن زارت البحرين قبل أقل من عام، بالإستضافة من جمعية التوعية، ولكنها هذه المرة لم يسمح لها بإصدار تأشيرة دخول فقط لكون استضافتها هذه المرة من قبل الوفاق، فهل الجهات الرسمية لا ترى الوقائع بالعين المجردة؟
ولو أن الوفاق قد تحايلت أكثر على القانون المزاجي، وكانت على سبيل المثال قد استضافت الضيفة كفاح الحداد باسم جمعية التوعية لكانت قد استطاعت أن توفر على نفسها الشيء الفلاني من العناء والتعب ، بل الإعاقات التي قد تسببت في برنامج المؤتمر و ما تلاه من إرباكات على صعيد تحقيق الأهداف .
الكيل بمكاليين والذي عرفناه منذ مدة لا يزال قائم وحرب العصابات والطائفيون لا يزالون يتكاثرون في البلد يوم بعد يوم ويعيشون على احداث الفتن والمشاكل الطائفية ، بل أن البعض لا يستحي أن يظل واقفا شاهر سيفه للوفاق البتار للوفاق ، ويتحين الفرص تلو الأخرى للانقاض عليها والنيل منها ، لا أدري لماذا ؟
واتسائل بهذا الخصوص ، ما حال لو لم تكن الوفاق أحد أبرز الجمعيات الوطنية والتي تسعى إلى تحقيق أهداف وطنية لا من أجل مصلحتها بل لصالح البلد ؟ فهل هذا جزاء من يحمل هموم وأوجاع الوطن ؟ بل ويجاهد من أجل إيجاد الحلول للقضايا المؤرقة التي تؤرق المواطن البحريني وتقلق منامه ، رغم وعورة الطريق وسوء الأوضاع المناخية ورغم مرارة النتائج ورغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين وكيد المتشفين.
فقياديو الوفاق العاملين في وزارات الدولة لا زالوا مخلصين في عملهم متفانيون فيه لا يبخلون بالأفكار المفيدة والاقتراحات النيرة، ويعطونه حقه، وفي المقابل لا يجدون التقدير بل كل ما يرونه المنغصات في عملهم أو التهميش والإقصاء، والمحاربة في الرزق، أو الحرمان من تقلد المناصب القيادية وإن كانوا أحق بها من غيرهم لا تزال شكواهم وأنينهم مستمرة ما استمر حقدهم وحسدهم وما استمر مسلسل محاربة الوفاق والوقوف لها بالمرصاد ، فقط لكون المتنفيذين مزرعون في كل مكان وعليهم أن يبذلوا ما أمكنهم من جهد بهدف تحقيق الأهداف المنشودة عليهم أن يذلوا ويهينوا ويقفوا بالمرصاد لكل من يحاول أن ينجز ويحقق مكاسب إيجابية لوطنه ليجددوا الولاء لأوطانهم كجزء من رد الجميل ويا غافلين إليكم الله ، في حين العاملين من التيارات الأخرى تسلك لهم الطرق الوعرة ، ويعمل على تمكينهم وأن كانوا لا يستحقون ذلك لسواد عيونهم .
مع الخطط الجهنمية لمحاربة الوفاق وقيادتها ، عليها أن تضع خططها الاستراتجية ، لا بهدف مواجهة ما يحاك ضدها لأنها في النهاية ستضيع بوصلتها وسيقطعون عليها الطريق بل عليها أن تتجاهل كل ما من شأنه أن يعيق عملها الوطني ، وعليها أن تكون أكثر توافقا مع الأوضاع القائمة وأن تكون أكثر تكيفا مع الظروف التي ربما تبرز ، بل عليها أن تتعلم بأن وعورة الطريق اليوم ربما أحسن حالا من أي يوما مضى فهناك تقارير مثيرة وهناك توصيات يعمل على تنفيذها وفق خطط استراتجية، وضمن فرق عمل لا ترحم، وضمن نفس طائفي بغيض، وبأموال طائلة، وبدعم مادي كبير لا ينضب بحسب ما هو معروف في التقرير المثير. فكيف لا تكون الوفاق محاربة، إذا ما فككنا المعادلة السابقة، بل أن الحديث حينذاك لا يستحق منا أن نستغربه أو نستهجنه، بل يكون من الأنسب أن نعتاد عليه ونفهمه ونفهم كيف نتعامل معه بحكمة بالغة، والقافلة تسير مهما وضعت أمامها من عراقيل، وعلينا أن نفهم الدرس والحكمة منه، فليس من الحكمة في شيء أن نحارب كل من يريد أن يحاربنا، بل علينا أن نتجاهل من يريد محاربتنا.
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ