لقد زرت مصر خلال الأيام القليلة الماضية واندهشت فعلا لمدى تعلق المصريين بلعبة كرة القدم هناك وبنجوم الكرة وخصوصا في ناديي الأهلي والزمالك أشهر الأندية المصرية والافريقية والعربية. ومن خلال متابعتي للكرة المصرية منذ أن كنت صغيرا أعرف حب المصريين للكرة، ولكني لم أكن أتصور أن كبار السن ذوي الستين عاما فما فوق لا يزالون يتعلقون بالكرة وبنجومها الصغار بل ويتابعون أخبارهم، بالإضافة إلى المبادرة بحضور المباريات، بل ان أحد المصريين وعمره 65 عاما قال لي بالحرف الواحد: «حب الأهلي يجري في دمي وأنا تربيت في النادي الأهلي».
وإذا سألت الزملكاويين قبل الأهلاويين عن أفضل لاعب مصري لعبا وخُلقا سيكون الجواب لاعب النادي الأهلي محمد أبوتريكة الذي كان قبل 3 أعوام من الآن اسما مغمورا في نادي الترسانة، فهذا النجم يلقى حبا كبيرا من الجماهير المصرية بل ان بعض الجماهير الأهلاوية تضعه قريبا من منزلة محمود الخطيب وطاهر أبوزيد وأحمد شوبير على رغم أنه ليس من مدرسة النادي الأهلي. ولفت انتباهي يوما أحد الجماهير الأهلاوية حين قال لي ان أبوتريكة الذي يمتلك أموالا طائلا اليوم هو من عائلة محدودة الدخل في إحدى ضواحي القاهرة ولعلها بلماية إن لم تخني الذاكرة، ويقول إن أبوتريكة بنى مسجدا في منطقته بالإضافة إلى أنه يبادر دائما بمساعدة الأهالي بما تجود به نفسه، وبالإضافة إلى ذلك فهو كثير الجلوس مع أهل منطقته بل ان طريق الوصول إليه سهل المنال.
ما قاله بعض المصريين لي لا أراه مستغربا ولعل الهيئة الأخلاقية التي دائما ما يظهر بها أبوتريكة في المباريات التي نشاهدها للنادي الأهلي تدل على ذلك، وأعتقد أن هذا النجم مثالا وقدوة لمن يريد أن يصبح نجما، فالنجومية ليست بالمهارات فقط بل ان النجومية قبل أن تكون مهارات تكون أخلاقا، فالأخلاق تجلب حب العدو قبل الصديق، ومن يبحث عن النجومية فعليه أن يلتزم داخل وخارج الملعب لكي يكون قدوة للصغار ومعشوقا للكبار، فطريق الضرب تحت الحزام والتقليعات لا يؤدي للنجومية بل يؤدي للظلام.
قائمة منتخب رجال اليد
مع كامل احترامي للأسماء التي جاءت في القائمة التي أصدرها الاتحاد يوم أمس الأول (الأربعاء) فإن هناك أسماء أراها تستحق أن تكون ضمن القائمة كلاعب النجمة جعفر عباس الذي يعد من أفضل لاعبي الدائرة على مستوى الدوري، بالإضافة إلى اللاعب الأشول الوحيد الذي يلعب في مركز الباك الأيمن وهو صادق علي، ثم أين لاعب الأهلي حسين فخر! وإذا كنت انتقدت عدم شمول القائمة تلك الأسماء فانني أثمن استدعاء بعض لاعبي منتخب الناشئين الذي شارك في بطولة كأس العالم الأخيرة وإن كنت أعتقد أن لاعب التضامن حسن شهاب كان يستحق أن يكون ضمن القائمة. عموما نتمنى التوفيق للمنتخب في الفترة المقبلة وتبقى القائمة قناعات شخصية للمدرب وشخصيا أحترمها.
آخر الكلام
أسلوب ليّ الذراع، الذي يتخذه البعض، أسلوب رخيص لا ينم عن حب الفرد للعبة التي اشتهر على إثرها، ولكن هذا الأسلوب يجب أن يقابل بأسلوب عنيف من قبل الطرف الآخر وإلا صارت (الدنيا سايبة) كما يقول المصريون.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1925 - الخميس 13 ديسمبر 2007م الموافق 03 ذي الحجة 1428هـ