أكد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن الأمن الداخلي وسلامة الجبهة الداخلية متطلبات رئيسية للمسيرة التنموية التي تتباطأ حركتها وقد تتوقف تماما في الأحوال الأمنية غير المستقرة، موضحا أنه لذلك كان الهاجس الأمني حاضرا في برامج الحكومة عندما قادت المسيرة التنموية في البلاد.
وشدّد رئيس الوزراء خلال رعايته أمس حفل حفل تخريج الدفعة الأولى من التلاميذ العسكريين في الكلية الملكية للشرطة على أن «الأمن والاستقرار يصنعهما الرجال، وثقتنا في رجالنا بقوات الأمن مطلقة وليس لها حدود، وإننا نتطلع لأن يكون الأمن حارسا للديمقراطية وراعيا لحقوق الإنسان، وأن يكون الأمن مقرونا تطبيقا وممارسة بالعدل والإنصاف والشفافية»،لافتا سموّه إلى أن «تخريج أول دفعة من ضباط الكلية الملكية يؤكد عزمنا على الاستمرار بأن تبقى مملكة البحرين متميزة بالأمن والاستقرار الذي طالما اتسمت به من خلال مؤسساتها الأمنية التي تمتلك من القدرة ما يجعلها قادرة على تغذية المجتمع بالقدرات والكفاءات لمتابعة المحافظة على سمعة البحرين كواحة للأمن والأمان».
وقال سموّه «إننا على ثقة بأن أفراد قوات الأمن قادرون على حفظ أمن الوطن واستقراره وصون هيبة القانون بالحق، والمحافظة على كرامة الإنسان، وحماية المكتسبات الوطنية والديمقراطية التي تحققت في العهد الزاهر لجلالة الملك»، لافتا سموّه إلى أن «الأمن والأمان أساس الحياة ومرتكز نمائها، فبهما تعمر الأوطان وتسعد الأمم، وبغيابهما تتعطل المصالح وتهدر الحقوق وتعم الفوضى ويسود الاضطراب. وعلى هذا الأساس بنت الحكومة الاستراتيجية الأمنية لهذه البلاد، وسعت لأن تواصل الإنجاز تلو الإنجاز على هذا الصعيد حتى بات الأمان مقرونا باسم البحرين، وصار ينعم المواطن وكل من يعيش داخل سياج الوطن بالطمأنينة والراحة».
وأشار رئيس الوزراء إلى أن «مسئولية حفظ الأمن رسالة نبيلة ومهمة كبيرة ليست حكرا على رجال الأمن، بل للمجتمع دور فيها. فمهما وصلنا من مستوى متقدم في تطوير أجهزتنا الأمنية لن نتمكن أبدا من تحقيق خططنا بأن يسود الأمن ربوع بلادنا دونما وجود مجتمع يعي واجباته في حفظ أمن الوطن والحفاظ على مكتسباته، ويعي أيضا مسئوليات رجال الأمن في تحقيق ذلك».
من جانبه أشاد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بما يوليه سموّه من عناية بشئون الأمن العام وتطويره بما يخدم أمن الوطن واستقراره، مشيرا إلى أن «هذه النخبة من أبناء الوطن أتموا متطلبات الحصول على الشهادة الجامعية في الحقوق والعلوم الشرطية، إضافة إتمام منهاج التدريب العسكري واجتياز دورة الصاعقة، كما جمعوا إلى ذلك الكثير من المهارات منها الحصول على رخصة قيادة المركبات والحزام الأسود في رياضة التايكوندو.
وأوضح وزير الداخلية أن هذا المستوى من التدريب مكّن الكلية من الحصول على شهادة الجودة (الآيزو)، وقال إن «إعداد القوى المدربة والمؤهلة يشكل الركن الأساسي في خطة التطوير والتحديث لقوات الأمن العام من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وصون وحدته الوطنية وحماية منجزاته، موجّها التهاني إلى الخريجين.
وقال مخاطبا الخريجين «السهر على أمن الوطن وأهله مسئولية كبيرة قوامها التضحية والإخلاص والعدل والتفاني في أداء الواجب والشفافية والتجرد والموضوعية»، ناقلا إليهم أمر عاهل البلاد بمنح وسام البحرين من الدرجة الرابعة لخريجي الدفعة الأولى، «تقرر أن يكون يوم الرابع عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يوما للشرطة في البحرين يجري الاحتفال به سنويا».
وبعد كلمة وزير الداخلية بدأ العرض العسكري، إذ نفذ الخريجون عددا من التطبيقات العملية التي أظهرت كفاءتهم، مجسّدين مدى التدريب العالي والمتقن الذي تلقوه. ثم وزّع رئيس الوزراء الشهادات والجوائز على الخريجين البالغ عددهم 34 ضابطا عسكريا، كما كرّم سموّه أوائل الطلبة العسكريين الخريجين.
وقد حرص رئيس الوزراء على الالتقاء بكبار الضباط بوزارة الداخلية ومنتسبي الكلية الملكية للشرطة، وزوّدهم سموه بتوجيهاته التي تصبّ في الارتقاء بالعمل الأمني،وشكرهم سموّه على ما يبذلونه من جهد في خدمة الوطن.
وبهذه المناسبة عبّر سموّه عن فخر الوطن واعتزازه بهذه الكوكبة من الخريجين الذين سيكون حماة للوطن وقادرون بفضل ما تلقوه من علوم مختلفة أن يحفظوا أمن الوطن ويحفظوا للمواطن مكتسباته، كما أعرب سموّه عن سعادته بأن تتزامن هذه الفرحة مع الأفراح التي تغمر البلاد بالعيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك، مهنئا الضباط الخريجين.
وحث سموّه الخريجين على أن يعكسوا ما تلقوه في الكلية لواقع في حياتهم العملية، مشيدا ببرامج الكلية الملكية للشرطة وما تقدمه من مناهج علمية شاملة كانت محصلتها تخريج ضباط مسلحين بسلاح العلم والمعرفة ولديهم القدرة العسكرية للتعامل مع مختلف المستجدات الأمنية، موجها سموّه الخريجين إلى تسخير مهاراتهم العلمية والعملية لفرض القانون والنظام والعمل على تفادي أية زعزعة لأجواء الأمن الذي تعيشه المملكة وبما يفضى إلى تأمين استقرارها والمحافظة عليه.
وأشاد سموّه أيضا بالجهود التي تبذلها وزارة الداخلية وكل منتسبيها لبسط الأمن في ربوع المملكة وتطوير قدرات العاملين في الحقل الأمني، مؤكدا سموّه أن الحكومة حرصت على تغيّر المفهوم السائد للتدريب العسكري، وطعّمته بالعلوم النظرية والإنسانية إلى جانب البرامج التدريبية سعيا منها لأن يكون رجل الأمن على دراية كاملة بالمستجدات الأمنية وقادرا على التعامل بكل كفاءة مع أي ظرف أمني.
العدد 1925 - الخميس 13 ديسمبر 2007م الموافق 03 ذي الحجة 1428هـ