خلال الأشهر القليلة الماضية، غادرتنا وفود من خبراء كرة القدم وأخرى حطت رحالها وآخرها وفد الاتحاد الآسيوي، بهدف وضع البرامج الخاصة بتطوير كرة القدم البحرينية، والأخذ بيدها لتكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال كرة القدم على المستويين القاري والعالمي، ومن يدري ربما تصلنا وفود أخرى من اتحاد الواق واق ليعطونا من خبرتهم ويعلمونا دروسا في كيفية وضع الخطط المناسبة لتطوير كرة القدم.

وللأسف الشديد نقولها بكل صراحة ان كرتنا لن تتطور أبدا في الوضع الراهن، وداء كرة القدم البحرينية معروف وواضح للجميع، حتى أبسط العارفين بأمور كرة القدم باستطاعته تشخيص ما تعانيه كرة القدم البحرينية من أمراض وعاهات جعلتها تتراجع بين قريناتها في الدول الخليجية الشقيقة والدول الآسيوية التي كانت لنا اليد الطولى في مواجهاتنا معها في السنوات الماضية، وهذه العلل ليست محتاجة لخبراء من أجل تشخيصها لأن أهل مكة أدرى بشعابها، والبحرينيون هم أعرف بما تعانيه كرة القدم البحرينية وأدرى بالدواء المناسب لها.

وفي الحقيقة إننا لم نشاهد حتى الآن أي مؤشرات تدل على أن هناك تطورا سيحصل خلال السنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير، وأنا هنا أضم صوتي إلى صوت مدير مشروع رؤى آسيا منتن الذي قال ان مشروع تطوير كرة القدم هو من المشاريع طويلة الأمد، لكن الأهم أن نبدأ العمل، وأن نضع حجر الأساس لهذا المشروع، وهذا هو بيت القصيد، أي أن كرتنا لن تتطور أبدا وستبقى تراوح مكانها ما دامت حكومتنا تنظر إلى الرياضة من منظور ضيق جدا، وتعتبره أحد مصادر إهدار الأموال من دون فائدة ترتجى منها، كما أن الشركات الكبرى العاملة في البلاد تتجه في الاتجاه نفسه الذي تسير فيه حكومتنا، ولكن نحن نقدم العذر دائما لهذه الشركات كونها شركات تجارية تبحث عن الربح في كل عمل تقوم به، وكل خطوة تخطوها.

وإذا أردنا فعلا أن نطور كرتنا فعلينا أن نبدأ ولو بخطوة واحدة نحو الأمام، ويجب علينا أن نتخطى مرحلة استقدام الخبراء ليكتشفوا لنا نواقصنا الواضحة وضوح الشمس.

ويجب على الحكومة أن تساند مشروع تطوير كرة القدم خصوصا والقطاع الرياضي عموما، وأن توفر الموازنة المطلوبة لتطوير هذا القطاع الحيوي الذي يخدم شريحة كبيرة من المجتمع البحريني، حتى تبدأ الخطوات الأولى لهذا المشروع الذي ربما يوأد في مهده بسبب الإصرار الحكومي على عدم زيادة دعمه القطاع الرياضي.

خبراء كرة القدم سواء خبراء الفيفا أو الاتحاد الآسيوي، يحملون إلينا الخطوط العريضة للتطوير، وتبقى التفاصيل شأنا داخليا نحن الذين بإمكاننا أن نشكلها كيفما نشاء بحسب استطاعتنا، لذلك نؤكد أن العمل هو أساس النجاح، وإذا بدأنا الخطوة الأولى الجادة فسنصل إلى نهاية الطريق بنجاح.