من قصيدة مطولة في الذكرى الأولى لرحيل شيخ المجاهدين العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري (قدس سره الشريف). ألقيت يوم الخميس 19 ذو القعدة 1428هـ الموافق 29 نوفمبر 2008م، في ذكرى مرور عام على رحيل سماحته.
من ألف غاشيةٍ يجئُ ندائي
وأجرُّ من تعبٍ ذيولَ ردائي
من ألفِ سانحةٍ وحسبك أنها
هُدِرَتْ وحسب طِلابها إغوائي
سدرَتْ وكنتُ على النقيض أرودُها
كيما تثوبَ وفي النقيض شقائي
فإذا استبدَّ بها المسيرُ تعذّرَتْ
أن الجهاتِ تكاد دون ضياءِ
بَصُرَتْ على ما قد أريقَ كأنها
في حُمرةٍ ترنو إلى الأضواءِ
فبأيِّ آلاء الدماءِ إذا انتضَتْ
نحرا تكذّب في ضحى ومساءِ؟
فإليك «صمت» الدهر أصبح «نغمة»
في حزنه وعليه فيض غناء
وإليك من هذا الشقاء مراتبا
من نعمة هي ذروة النعْمَاءِ
أأبا جميل وكل حيّ سيرة
سيكون للأعمى رؤى للرائي
لبيك أي مصائر هي دميةٌ
في كف منهزمٍ وكف عماءِ؟
وأبيك كل ضحيّة هي صورةٌ
لضحيّةٍ رفعتْ بكف دعائها أعبائي
وأبيك كل تحيةٍ فيما ترى
عبثا ومحضَ خناجر وبلاءِ
وأبيك إن مدى ترودُ أخالُه
بذْلا تضمَّخَ من أريجِ ولاءِ
وأبيكَ أيُّ تهافتٍ هو قبلةٌ
إلاّكَ في رُتَبٍ وفي إعلاءِ
آمنتُ لولا فيضُ جرحِك ما اعتلى
حرٌّ وما سَطَعَتْ شموسُ اللاءِ
آمنتُ لولا عذْبُ نزفِك ما ابتدا
بذلٌ وما انهمَرَتْ فيوضُ عَطاءِ
آمنتُ لولا السَجْنُ ما انكشفَ المدى
في ظل جائرةٍ وظلِ فَنَاءِ
وظلَلْتَ في حلَكِ الدروبِ منائرا
هنّ الدليلُ إلى الطريقِ النائي
وظلَلْتَ في شِيَمِ الرجالِ معاقلا
من دونِ بهرجةٍ ودونِ طلاءِ
فبأيِّ آلاء الدماءِ إذا انتضَتْ
نحرا تكذّبفي ضحى ومساءِ؟
العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ