من باب حماية المواطنين والسلامة العامة، والرغبة في التصدي لـ «خوف» الناس و «فزعهم» من حصول مشاهدَ هوليوودية في الشوارع، تقدم أحد أعضاء الشورى بسؤال «مُلِحّ جدا» إلى وزير الداخلية يسأله عن مدى الاستعداد لدى أجهزة الدفاع المدني لمواجهة أي حريق قد يشب في الطوابق العالية «جدا» في المباني الشاهقة «جدا»! فما كان من الوزير إلاّ أن طمأنه على إجراءات السلامة والأمان المأخوذة في الاعتبار، وقدرة أجهزة الدفاع المدني على التصدي لأي حريق يشب على ذلك العلو الشاهق ويضر بحياة المواطنين «المكتنزين» في تلك الطوابق العلوية!
على رغم تأكيدنا ضرورة اتخاذ إجراءات السلامة في كل موقع، غير أنه كان من الصعوبة تجاوز هذا السؤال وأبعاده، فما مصالح المواطنين «المساكين» في الحصول على إجراءات السلامة في الطابق الخمسين، ونصفهم لا يملك طابقا واحدا يسكن فيه أصلا؟ وما مدى الأولوية والإلحاح في إجراءات سلامة هذه المباني الشاهقة، وهي «شبه مفقودة» في مواقعَ كثيرةٍ أخرى في المدن والقرى وفي «الدواعيس»؟
ذلك السؤال - على رغم تأكيدنا أهمية إجراءات السلامة - يثير واقعا ساخرا ومرا، في سباق المصالح والدفاع عن الأولويات كل من وجهة نظره. فحماية الأبراج الشاهقة أولوية طبعا لملاّك هذه الأبراج، أولوية تهم المواطنين البائسين وتحفظ أرواحهم، حتى لو كانت أقصى علاقة لهم بهذه الأبراج أن يتأملوها من بعيد!
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1922 - الإثنين 10 ديسمبر 2007م الموافق 30 ذي القعدة 1428هـ