تحتاج أية لعبة رياضية تنافسية إلى حكم يحتكم إليه الفريقان المتنافسان من أجل الفصل بينها، ومن الضروري أن تكون قرارات هذا الحكم عادلة ومنصفة لكي يتمكن الفريق الأفضل من تحقيق الفوز.
الإنصاف والعدالة المطلوب وجودهما في الحكم يرجع في الأساس إلى نياته وليس أحكامه، لأن النيات هي من يجب أن تتحلى بالعدالة، في حين ان القرارات قد لا تكون عادلة (أحيانا) لأنها صادرة من بشر يصيب ويخطئ والمراد ألا يتعمد الخطأ.
الحكام المحليون في جميع الألعاب مجتهدون ويسعون إلى التطور والرقي ولكن مستواهم في الحقيقة هو انعكاس لمستوى الدوريات المحلية.
فالحكم جزء من اللعبة يتأثر ويؤثر فيها وليس عنصرا خارجيا، إذ لا يمكن أن يكون لدينا حكام كرة القدم مثلا بمستوى الايطالي كولينا في دوري بمستوى الدوري البحريني!
أخطاء الحكام وعلى رغم كل الظروف والمتغيرات والتقنيات العالمية هي أخطاء واردة وطبيعية، حتى الأخطاء التي تؤثر على نتائج المباريات والبطولات.
هذه الأخطاء هي جزء من الإثارة الرياضية بحسب اعتقادي؛ لأن بعض الأخطاء التحكيمية شكلت علامات فارقة على مستوى الرياضة العالمية وأدت إلى حوادث تاريخية لا يمكن نسيانها.
فهدف المنتخب الإنجليزي الثالث في مرمى المنتخب الألماني في نهائي كأس العالم 1966 في لندن لا يزال إلى اليوم وعلى رغم مضي أكثر من 40 عاما مثار جدل ونقاش وحيرة، هذا الهدف الذي أهدى البطولة للإنجليز للمرة الأولى في تاريخهم.
كذلك هدف الأسطورة الأرجنتينية مارادونا بيده في مرمى المنتخب الإنجليزي العام 1986 اعتبر من أشهر الأهداف في تاريخ كأس العالم.
الأرجنتينيون أنفسهم خسروا كأس العالم 1990 أمام ألمانيا في النهائي بركلة جزاء مشكوك في صحتها.
الأمثلة السابقة جميعها من أهم بطولات العالم الرياضية وتحديدا من نهائي كأس العالم ومع ذلك حدثت هذه الأخطاء وغيرها كثير.
هذا لا يبرر للحكام أخطاءهم ولكن وجود الأخطاء جزء أساسي من اللعبة، والتغلب على الأخطاء هو جهد الحكام وعملهم طوال التاريخ الرياضي.
الوصول إلى الكمال في مجال التحكيم الرياضي أمر أقرب إلى الخيال، لكن الوصول إلى الأداء المثالي والتقليل من ارتكاب الأخطاء أمر ممكن بالنسبة للحكم المجتهد الذي يتعامل مع المباريات بأريحية وبحنكة.
من المهم بالنسبة إلى الحكم إلى جانب اهتمامه بتقليل أخطائه أن يهتم بإمتاع الجماهير عن طريق التقليل من الصافرات والحرص على عدم إضاعة الوقت والعمل بمبدأ إتاحة الفرصة، وهذا ما تتطلبه الرياضة الحديثة القائمة على احترام عقل المشاهد، وهذا الجزء باعتقادي مازال بعيدا عن الحكم المحلي.
الحالة حالته حالة
فريق الحالة الأول لكرة السلة يعيش هذا الموسم تراجعا كبيرا في مستواه أدى به إلى الابتعاد عن المنافسة على التأهل للمربع الذهبي للبطولة في ظل الهزائم الأربع التي تلقاها في الدوري حتى الآن.
خسارة الحالة الأولى في الموسم كانت تعتبر مفاجأة ربما، أما خسارته الرابعة فلا تعد مفاجأة وإنما هي ترجمة لمستوى الفريق المتردي! الحالة كان من أكثر المعترضين على نظام المحترفين ومن أكبر المنادين بتقليل المحترفين إلى محترف واحد فقط، إلا أنه كما يبدو أكبر المتضررين من تقليل المحترفين.
مستوى فريق الحالة بحاجة إلى مراجعة شاملة من مختلف النواحي لكي يعود الفريق إلى سابق عهده منافسا قويا على البطولة المحلية، أما الوضع الحالي فإن الحالة حالته حاله!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1922 - الإثنين 10 ديسمبر 2007م الموافق 30 ذي القعدة 1428هـ