العدد 1921 - الأحد 09 ديسمبر 2007م الموافق 29 ذي القعدة 1428هـ

النفايات الإلكترونية 1/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نحو30 مليون جهاز تليفزيون رقمي جديد اشتراها المواطنون الأميركيون في العام 2007. هذا يعني أيضا أن هناك 30 مليون جهاز آخر سيتم التخلص منها هذا العام. ومن المتوقع أن يتم دفن نفايات الأجهزة القديمة أو شحنها إلى بلدان كالهند أو الصين.

هذا ما صرحت به المنسقة الوطنية لتحالف «استردوا الالكترونيات» باربارا كيل، محذرة من أنه «رقم مذهل» ويعني إيداع كميات هائلة من الرصاص في مكبات النفايات الالكترونية أو تصديرها إلى الخارج».

وأضافت باربارا أنه «لم يعد شحن النفايات الالكترونية إلى البلدان النامية أمرا غير قانوني في الولايات المتحدة». ويذكر أن أجهزة التليفزيون غير الرقمية تحتوي على الرصاص الذي يعتبر مادة «نيوروكسين» قوية، فيما تحتوي شاشات الرقمية على الزئبق الذي هو بدوره مادة «نيوروكسين».

وشرحت الخبيرة أن التغييرات التي أدخلت على القوانين الأميركية خلقت نظاما جديدا يسهل شحن النفايات الالكترونية إلى البلاد النامية.

وأخيرا، تشير تقديرات منظمة التحالف إلى أنه يجرى إلقاء ما يزيد على 400 مليون جهاز الكتروني في السنة، تتم إعادة تدوير 12 في المئة منها فقط فيما يتم شحن الكميات المتبقية، التي تعادل 2،3 طن من النفايات الالكترونية، إلى الخارج أو إلى المكبات.

وبينما تنص القوانين على أن تصدير النفايات السامة يتطلب موافقة البلدان التي تستوردها، أو يسمح بتصديرها بشرط إعادة تدويرها، فيما يتيح عدد من البنود عدم تصنيفها على أنها مضرة وبالتالي ترخص بتصديرها من دون إشعار البلاد المتلقية لها.

والكثير منا لا يعرف ما هي النفايات الالكترونية، الكل يتحدث عن التلوث البيئي بأشكاله التقليدية أو النووية، والمشكلة أن الأخطار الناجمة عن التلوث الإلكتروني لا تتبع نمطا تقليديّا كلاسيكيّا بحيث يمكن تشخيصها ويسهل معالجتها. فهناك ثمة أخطار جديدة تماما على العالم من حيث نوعيتها وصناعتها وانتشارها.

ترى ما هي النفايات الالكترونية؟ إنها النواتج التي تتكون جراء استخدام المستهلك للأجهزة الالكترونية وتسمى الالكترونيات المستهلكة وتشمل (التلفزيونات الحاسبات، أدوات أجهزة الصوت، كاميرات الفيديو، الهواتف بأنواعها، الاستنساخ، الفاكس، ألعاب الفيديو...الخ). وهذه الأجهزة تشترك في صفتين تجعلها من النفايات الالكترونية وهي كونها تمتلك إما لوحة الكترونية أوأنبوب الأشعة الكاثودية الذي يحتوي على نسب من الرصاص بمستويات تؤدي إلى زيادة الخواص السمية وبالتالي تنتج نفايات خطرة.

وتحولت «النفايات الالكترونية» إلى مصطلح يستخدم عالميّا في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت إلى نهاية العمر (الافتراضي للاستخدام) هذه الأجهزة تعتبر سامة عندما يتم حرقها او تفكيكها وتعتبر أسرع النفايات نموّا في العالم، فالتقدم السريع في مجال التكنولوجيا هو ما يؤدي إلى تزايدها، حتى ان كثيرا من الدول أصبحت أكبر المشاكل البيئية لديها ناتجة عن تدمير أجهزة الحاسب لأن مكونات بعض المنتجات الالكترونية تتضمن مواد سامة مسببة للسرطان مثل الرصاص.

ويعود تاريخ النفايات الإلكترونية إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما انطلقت ثورة الاتصالات والمعلومات التي شملت عالم الانترنت والهواتف النقالة إذ بدأت الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الالكترونية سباقا محموما أو ما يعرف باسم «سباق اللانهاية» في جذب أكبر عدد من المستهلكين لمنتجاتها التي تتميز بها عن نظيراتها الأخرى.

ونجحت تلك الشركات في جعل المستهلك يدمن على اقتناء كل ما هو حديث بمواصفات ووظائف لم تكن متوافرة في تلك التي تملكها قبل بضعة شهور إلا إن ثمة سؤالا قد لا يخطر على بال احد منا بشأن مصير الأجهزة الالكترونية القديمة أو المتهالكة وكيفية التخلص منها.

وقد أولت الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة هذا الموضوع اهتماما كبيرا خلال السنوات العشر الماضية، فقد أشار تقرير صادر عن منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إلى أن معظم الشركات المنتجة للأجهزة الالكترونية تقوم بالتخلص من نفاياتها مثل أجهزة الكمبيوتر ومستلزماته وأجهزة التلفاز والرقائق المدمجة في دول افريقية، موضحا أن زهاء 50 مليون طن من القمامة الناتجة عن بضائع إلكترونية مهملة يتم التخلص منها سنويّا في تلك البقعة من الأرض.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1921 - الأحد 09 ديسمبر 2007م الموافق 29 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:45 ص

      النفايات الالكترونية

      الحلول للحد من أخطار النفايات الالكترونية
      هناك عدة حلول للحد من اخطار النفايات الالكترونية وأولها اعادة التدوير ويعتبر اعادة تدوير النفايات الالكترونية أفضل الحلول ولكن يتطلب تدوير النفايات الالكترونية امكانيات ضخمة لتنفيذه.يتمثل الحل الاخر بالتبرع بالأجهزة غير المستخدمة لمن يحتاجها أو اعطائها لمنظمات خيرية غير ربحية.
      أحمد عبد الحميد الذبياني

    • زائر 2 | 8:44 ص

      النفايات الالكترونية

      ويتوقع ان يصل انتاج العالم من النفايات الالكترونية في عام 2017 الى 65 مليون طن سنويا.تحتل الدول النامية النسبة الكبرى من النفايات الالكترونية المنتجة لعدم وجود طرق قوية وفعالة لتدويرها في هذه الدول. .....يتبع

    • زائر 1 | 8:43 ص

      النفايات الالكترونية

      النفايات الالكترونية
      تشكل النفايات الالكترونية مشكلة حقيقية ليس فقط للمملكة بل للعالم حيث تتمثل في الاجهزة الكهربائية الغير مستخدمة أو المعطلة.تحتوي النفايات الالكترونية على مواد كيميائية سامة مثل الرصاص والكادميوم والبريليوم ويمكن أن تسبب هذه المواد أضرار لكل من الجهاز العصبي والهضمي. تنتج المملكة ما يقارب 3 ملايين طن من النفايات الالكترونية سنويا...... يتبع

اقرأ ايضاً