بأسرع من البرق تنتشر الشائعات، وخصوصا في مساحة صغيرة كمساحة البحرين، وفي مجتمع يعج بالهموم وبالقضايا المعلقة كمجتمع البحرين. بعضها يرتبط بحدث معين، وبعضها ينتظر مناسبة معينة موعدا للانتشار، وما من أفضل من مناسبة العيد الوطني المجيد لانتشار شائعات جميعها تبشر بالخير، على عكس غيرها من الشائعات المتداولة في باقي الأيام!
فئة لا يستهان بعدد ممثليها تنتظر هذا اليوم، لا لشيء سوى لأمل في رفع جزء من هموم متكدسة جلها تحل ببضعة دنانير ترفع عن الكاهل، لتدفع من جهة أخرى في شيء آخر لا يقل أهمية عن الأول، وربما يفوقه في الدنانير! ولا لوم على مواطن لا يرتبط 16 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام في ذهنه بكونه مناسبة وطنية يعتز بها كل منتمٍ للبحرين، بقدر ما هو مرتبط بالأمل/ الحلم/ الفرج لأيام عسيرة عاشها على مدار عام كامل!
إنهم ينتظرون كلمات تمسح على قلوبهم، وتطمئن بالهم المشغول بهمّ السكن والعمل وإيفاء الديون التي تراكمت عليهم لتوفير الضروري (فقط) من المستلزمات... وعينهم على أهل الجوار الذين زيدت رواتبهم بأرقام بإمكانها أن تصنع من البحريني الذي لا يتعدى راتبه 200 دينار «شاهبندر التجار» في ظل الظروف الراهنة وغلاء الأسعار!
الحجاج في طريقهم إلى بيت الله الحرام، متوجهين إليه بقلوبهم وأعينهم وأيديهم وكل جزء فيهم. والبحرينيون - من بعد الله - متوجهون إلى 16 ديسمبر، عله يفتح بابا للفرج عما أوصدت في وجهه كل الأبواب!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1920 - السبت 08 ديسمبر 2007م الموافق 28 ذي القعدة 1428هـ