أقدم أحد سواق الشاحنات المتوقفة على جسرالملك فهد منذ يوم الخميس بإغلاق الجسر يوم أمس (السبت) بعد أنْ أوقف شاحنته معترضا بها الطريق بعد جوازات البحرين ، وذلك لكي لا تتمكن أية سيارة أو شاحنة على المرور، واستمرذلك الوضع مدة نصف ساعة.
وقال أحد السوّاق إنّ الهدف مما قام به سائق الشاحنة هو إيصال رسالة واضحة وصريحة للمسئولين عن أزمة الشاحنات التي يعاني منها سواقها، والتي أصبحت كالكابوس الذي مازال مستمرا لسواق الشاحنات.
وذكر احد السواق أن أحد المسئولين من الإدارة العامّة للمرور وموظفي الجمارك حضروا إلى موقع الشاحنة التي أغلقت الطريق وتحدّثوا إلى سائق الشاحنة الذي تجاوب من المسئول التابع الإدارة العامّة للمرور.
وطالب سواق الشاحنات من الجانب السعودي تمديد فترة استقبال الشاحنات بعد الساعة السادسة حتى لايكون هناك تكدس في الشاحنات التي تبقى متوقفة لوقت طويل.
وكانت المؤسسة العامّة لجسر الملك فهد قد أعلنت في الأسبوع الأوّل من شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي عن بدء تنفيذ الخطة التوسعية لتطويرمرافق الجسر بعد إجازة عيد الفطر المبارك الماضية، إلا أنّ ما تحقق من تعديل للمسارات وتقديم تصورات لإعادة تصاميم منطقة الإجراءات في جزيرة الحدود لم يؤثر كثيرا، فيما يعتقد أصحاب شركات النقل البري أنّ المسئولين عاجزون فعلا عن إيجاد الإجراءات الكفيلة بمواجهة تكدس الشاحنات نتيجة للزيادات الكبيرة خلال العام الجاري ووضع خطط خاصة للطوارئ بمشاركة الإدارات المختصة لتنسيق حركة المركبات داخل جزيرة الحدود وامتداد الجسر خلال أوقات الذروة.
وتشمل الخطة تقوية شبكة الحاسب الآلي والقضاء على المشكلات الفنية السابقة التي أدّت إلى حدوث تعطيل في كثير من المناسبات، بالإضافة الى تسريع حركة مسارات الجمارك والجوازات من خلال فتح كل الكبائن، فيما تم الاتفاق على فتح كل مسارات الجوازات ومحاولة إيجاد نظام مروري يسمح بانسياب الحركة دونما تجميد للمسارات في مكانها، كما حدث طيلة الأشهر الثلاثة الماضية وخصوصا ما حدث فترة الأسبوع الأوّل من شهر أغسطس/ آب الذي سبق حلول شهر رمضان المبارك إذ ارتفع فيها عدد المسافرين من المعدل الاعتيادي (نحو 40 ألف مركبة يوميا) إلى 120 ألفا، متجاوزة المعدل المتوسط لأعلى فترات الزحام وهو 70 ألف مركبة يوميا.
ونتيجة لمشكلة الزحام التي شهدها الجسر في فترة إجازة الصيف واستمرت في الإجازات الأسبوعية، فإنّ «المؤسسة العامّة» وضعت تصوّرا لخطة توسع تشمل زيادة كبائن الجوازات في الجانب البحريني من 10 الى 18 كبينة مع نهاية العام المقبل، مع زيادة عدد كبائن الدخول الى البحرين الى 13 كبينة خلال الأشهر المقبلة بالإضافة الى زيادة كبائن التأمين على المركبات من 8 الى 14 كبينة خلال الفترة نفسها كمرحلة أولى، أمّا المرحلة الثانية فهي تشمل دراسة شاملة لإعادة تخطيط وتوزيع المسارات وتوسعة المرافق والصالات وتوسعة الجزيرة، إلى جانب دراسة جدوى وضع مراوح خاصة لشفط الغازات المنبعثة من عوادم المركبات، وتم تكليف إحدى الشركات الاستشارية فعلا للقيام بهذه المهمّة.
وبسبب استمرار المشكلة، تابع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الوضع مع مدير عام المؤسسة العامة لجسر الملك فهد بدر عبدالله العطيشان، كما زار وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مكاتب الجوازات بجسر الملك فهد لمعاينة المشكلة ميدانيا، واجتمع مع كبار المسئولين بالإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة حيث تم بحث الحلول المناسبة للتقليل من شدة الازدحام وتقليل فترات انتظار المسافرين وكذلك إجراء اللقاءات والاجتماعات مع الجهات المعنية بمنفذ جسر الملك فهد من أجل التعاون والتنسيق لتسريع إجراءات المسافرين وتسهيل مرورهم خلال وجودهم في منفذ جسر الملك فهد. ووجه وكيل الوزارة جميع العاملين في المنفذ إلى تسهيل مرور المسافرين سواء من حيث سرعة الإجراءات أو من حيث حسن التعامل مع جميع العابرين، باعتبار موظفي الجوازات المرآة العاكسة للوجه الحضاري للمملكة أمام زوّارها من جميع الجنسيات. يُذكر أنّ منفذ جسر الملك فهد يُعَدُّ أكثر منافذ المملكة حيوية في حركة السفر.
العدد 1920 - السبت 08 ديسمبر 2007م الموافق 28 ذي القعدة 1428هـ