جزء كبير من حياتنا يعتمد على الانتظار، فهذه حالة مؤرقة حقا ويجب علينا أن نعي كيفية التعامل معها، ألا وهي... الانتظار.

فنحن راضون ولا خلاف أو غبار في ذلك بالتعامل مع جميع ألوان وأنواع وأحجام الانتظار، تارة في الطوابير الطويلة عند الصراف الآلي بداية كل شهر وكأنه طابور توزيع التبرعات وأخرى عند الخباز بعد صلاة المغرب والذي يشبه أبواب بعض المسئولين في الحكومة.

ولنكن صريحين أكثر... لولا الحاجة لما انتظرنا!، وإلا ويش إللي يخليك تصبر وتنتظر وتتابع طلب بيت إسكان أو طلب قرض بناء أو شراء ليخال لك أحيانا بأنه من ضرب المستحيلات الحصول عليه خصوصا إذا كان طلبك قد عفا عليه الزمن، ولكن هناك ثمة ترويض استطاع المسئولون أن يدربونا عليه وهو طول البال وسعة الصدر ولا بأس بالقليل من أمراض القلب والضغط والسكر!

تعودنا أن ننتظر وهذه سمة أحيانا لها لذة وحكمة، بأن تنتظر مولودا أو وصول عزيز من السفر، ولكن عكسها بالضبط هو أن تنتظر الفرصة في الحصول على موعد علاج عصب الأسنان في مركز النعيم مثلا أو موعد الدخول على استشاري جراحة في السلمانية حيث ستخف مدة هذا الانتظار الممل عندما تتوجه الى الطب الخاص!

فالانتظار يتدخل في تفاصيل حياتنا كلها... فتراه يتدخل وبشكل مُزعج عندما تقدم طلبا في أي من الإدارات الحكومية وتراه ينام عند الأخ المسئول بحجة عرضه على اللجنة أو أن الشيخ ما شافه أو أنه ضاع وسط زحمة وفوضى الطلبات، وفي جميع هذه الحالات يتطلب الحل لها الحصول على صاحب صديق يُسلّك لك الأمور وهو الحل الأمثل والإسرع والأجدى، والحصول عليهم ليس صعبا فالمقاهي الشعبية والكوفي شوبز مليانه منهم!

إنزين وإذا ما عندك من يُسلّك لك الأمور... ماذا تفعل؟

بسيطة... تذكر قول الإمام علي عليه السلام « سأصبر حتى يمل الصبر من صبري... سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري... سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على أمر... »