من الأشكال الأكثر شيوعا في التسويق الإلكتروني هو البريد الإلكتروني، ولا نبالغ إذا قلنا إن البريد الإلكتروني هو السبب في ظهور الإنترنت من الأساس، لقد تم إنشاء نظام (ARPANET) في نهاية الستينات من القرن الماضي، وهو نواة شبكة الإنترنت كما هو معروف حاليا، على أنه نظام يضمن الاتصال بين مراكز الأبحاث الحساسة والجهات العسكرية، في الولايات المتحدة، حتى في حال تدمير أجزاء من الشبكة، وكانت الوسيلة إلى ذلك هي الرسالة الإلكترونية النصية.
وعلى رغم من كون البريد الإلكتروني مستخدما لفترة طويلة، فلم يكن فعالا للغاية في عملية التسويق حتى أوائل التسعينيات. ففي أوائل التسعينيات، تمكن المستخدمون الذين يعتمدون على خدمات مختلفة على الإنترنت من توجيه رسائل نصية فقط لبعضهم بعضا من خلال بوابات اتصال الإنترنت (وسائل لتحويل عنوان البريد الإلكتروني للخدمة المستخدمة على الإنترنت وتنسيقات الرسائل إلى نموذج يمكن التعامل معه من خلال الإنترنت)، وتم بذلك الربط بين عدد كبير من المتاح لهم الوصول إلى البريد الإلكتروني عبر الإنترنت من خلال مزود خدمة الإنترنت أو الجامعات أو الهيئات الحكومية أو مصدر آخر، فأصبح البريد الإلكتروني بذلك أداة حيوية في التسويق بعد أن أزيل العائق أمام تبادل النصوص بين الخدمات المختلفة على الإنترنت.
ويتميز البريد الإلكتروني عن سواه من أساليب التسويق الإلكتروني بأن كل اشتراك على الإنترنت يتضمن استخدام خدمات البريد الإلكتروني، سواء تم الاشتراك من خلال مزود خدمة الإنترنت ( ISP )، أو كان للمستخدم إمكان الوصول إلى الويب من خلال عمله أو كان يستخدم خدمة تجارية على الإنترنت.
إن مستخدمي البريد الإلكتروني يصلون إلى الملايين، وهو كم يفوق عدد المتعاقدين مع مزودي خدمة الإنترنت أو المستخدمين لخدمات الإنترنت أو شبكة الويب العالمية، بل إنه يمكن الآن استقبال رسائل البريد الإلكتروني على أنواع متعددة من التلفونات المحمولة، فالبريد الإلكتروني هو أبسط وسيلة اتصال شائعة جديرة بالثقة، فهو يربط الأفراد معا عبر الإنترنت بنقل المعلومات بينهم في صورة نصوص بسيط.
يترافق هذا الانتشار الواسع مع كلفة منخفضة، فقد أصبح الاتصال عبر الإنترنت يتم بطلب عدة أرقام بدلا من الاشتراك بالخدمة، وبالتالي لا تتكلف رسالة البريد الإلكتروني أكثر من الوقت المستغرق في كتابتها وإرسالها، كما أنه ليس هناك جهاز معين يلزم أن يتوافر لدى مستقبل الرسالة حتى يتمكن من قراءتها، ولكن يكفي لذلك الحصول على برنامج بريد إلكتروني يكون متضمنا بالفعل في مجموعة البرامج الحسابية المالية أو برامج المشتركين في خدمات أميركا أون لاين أو مجموعة برامج تصفح الويب مثل إكسبلورر، أو نتسكيب كوميونيكيتر.
والأهم من كل ذاك هو سهولة الاستخدام، ذلك إن كتابة رسالة بريد إلكتروني لا تتطلب مهارة تزيد عن كتابة ملحوظة مختصرة ثم النقر فوق زر (Send). كما أن استقبال الرسالة لا يقل عن ذلك سهولة، فالأمر لا يتطلب أكثر من معرفة كيفية التعامل مع جهاز الكمبيوتر بالإضافة إلى مهارات القراءة والكتابة العادية.
نتيجة هذه العوامل الثلاثة، يعد البريد الإلكتروني - سواء كانت الرسالة موجهة إلى فرد واحد أو مجموعة من الأفراد أم صادرة من قائمة بريد إلكتروني آلية - الوسيلة المتبعة عالميا للاتصال بأي فرد على الإنترنت، وهذا يمد البريد الإلكتروني بميزة تفوق تجعله يتصدر قائمة وسائل التسويق الإلكتروني.
ومن أكثر الأساليب استخداما للبريد الإلكتروني هو بناء قائمة البريد الإلكتروني. ويجد المسوق الإلكتروني نفسه أمام ثلاثة خيارات للقيام بذلك:
1 - الخدمة المجانية: لقد ظهرت في الفترة الأخيرة شركات متعددة تستضيف قوائم بريد إلكتروني على الويب مجانا وتتولى مهمة صيانتها بصورة مباشرة. يظهر في مقابل ذلك إعلان نصي في نهاية كل رسالة من رسائل القائمة. يعد هذا الخيار مناسبا عند إنشاء قائمة بريد إلكتروني في البداية، فهو يتيح للمسوق الإلكتروني الفرصة للتركيز على محتوى القائمة بدلا من النواحي الفنية.
2 - التأجير: فقد باتت شركات التزويد بخدمة الإنترنت توفر خدمات استضافة قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بالزبون مقابل ما يتراوح من خمسة إلى عشرة دولارات شهريا في البداية (ولكن قد يصل هذا المبلغ إلى مئات الدولارات شهريا في حال القوائم التي تحتوي على عناوين قد تصل إلى الآلاف.
3 - الشراء: يستلزم الشراء إيجاد وحدة الخدمة المناسبة للاستخدام كوحدة خدمة قائمة بريد إلكتروني وتثبيتها على جهازك الشخصي.
ولابد لمن يستخدم القوائم البريدية في مجال الترويج من خلال البريد الإلكتروني الحفاظ على قوائم المراسلات الخاصة بالموقع في صورة منظمة جيدة، وهو ما يعني التخلص من عناوين البريد الإلكتروني المتكررة بما في ذلك التوجيهات والتعليمات الواضحة المتعلقة بكيفية إلغاء الاشتراك في كل رسالة بريد إلكتروني، وكذلك التأكد من تلبية طلبات إلغاء الاشتراك هذه على وجه السرعة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ