هيئة محكمة «سوبر ستار» لم تجدِ معها نظرات الأمل البريئة، ولا الأحلام الوردية التي جاءت بالمتسابقين لحضور امتحانات المرحلة الأولى في إصدار أحكام مخففة ترأف بمشاعر الشباب، وإنما جاءت قرارات القبول والرفض سيفا فصلا حسم أمر مشاركة من كان صوته وأداؤه على قدر المشاركة، ومن كان متأرجحا على خط النجاح والخسارة، لتسقطه من دون أن يهتز لأي من أفراد لجنة التحكيم طرف!
يبدو ذلك الأمر الأكثر غرابة خلال عمليات اختيار المترشحين الذين سينتقلون من البحرين إلى بيروت؛ للمشاركة في المراحل التالية من تصفية المشاركين، إذ اللجنة لم تكن متهاونة نهائيا في إصدار قراراتها وأحكامها، بل لم تكن لتتردد أو تجامل فيما تراه من مستوى أداء المتقدم للاختبار أمامها، بل كانت ترفض، وترفض بشدة أن تسمح لمن لا يملك الموهبة، أو من تلكأ في تأدية اختباره لخجل أو تردد بأن يتجاوز مرحلته الأولى.
الحال كان غريبا عند مراقبة اللجنة من بعيد وهم يقومون بجلد المشاركين كلاميا، إلا أن الابتسامة تعود لهم من جديد حالما يغادر المشارك؛ ما يوحي بأنهم يتقمصون دورا معينا أمام المشارك؛ وهو ما دعا إلى الاستفسار عن الأسلوب الشديد والحازم في التعامل مع المشاركين.
عبدالله القعود من لجنة التحكيم تحدث معلقا على هذا الاستغراب بالقول: «الشخص الذي لا يملك الموهبة ولا الصوت الجميل يجب أن نوصل إليه رسالة مباشرة ألا يغني في حياته كلها، أما في حال وجود موهبة فيجب توجيهه، ونحن نضع الموهوبين على الرأس».
يرد زميله في اللجنة زياد بطرس معقبا: «نحن في اللجنة نتفاعل مع المشترك، فإذا كان يضحك ضحكنا معه، وإذا وثق بنفسه دفعناه إلى الأمام، أما إذا لم يكن يملك موهبة فلا حاجة لنا به، ولا يجب أن يتقدم إلى البرنامج سوى الشخص الذي يثق بنفسه».
ويعلق الصوت الأنثوي الوحيد في اللجنة، وهي جيهان ناصر قائلة: «من المفترض أن يكون المشاركون مؤهلين لنتيجة النجاح والفشل، وأن يتوقعوا كلا الاحتمالين، إلا أن المطرب الممتاز يحق له أن يتضايق، أما إذا لم يكن مغنيا ولا يملك الموهبة فيجب أن يقبل قرار لجنة التحكيم».
وتتكون لجنة التحكيم من إلياس الرحباني، عبدالله القعود، زياد بطرس، إلى جانب تغيير في الوجه النسائي لهذا العام بمشاركة مدربة الصوت لعدد من الفنانين العرب والأجانب والمدرس مساعد في أكاديمية الفنون - قسم الغناء في القاهرة جيهان الناصر، التي ستحل مكان فاديا طنب الحاج؛ نظرا إلى انشغال الأخيرة ببرنامج فني مكثف يفرض عليها الحضور الدائم خارج لبنان.
رحلة «سوبر ستار 5» قد بدأت في منطقة طرابلس (شمال لبنان) في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وانتقلت إلى بيروت في العشرين من الشهر ذاته، إذ واصل الفريق بعد ذلك جولاته في كل من تونس، المغرب، الأردن، والبحرين أخيرا، وستستمر الرحلة إلى الكويت والعراق ومصر، لتحط بعد ذلك الرحال في بيروت.
وعن مستوى أداء المتقدمين، يقول بطرس: «بالنسبة إلينا إن كنا سنعطي رأينا، فهناك أصوات متميزة، ولكننا لا نملك نسبة تحدد الفارق، غير أن المستوى العام جيد، والمرحلة القادمة ستكون نخل الأصوات، وسيظهر كل شخص على حقيقته».
أما فيما يخص الإضافة التي حققها «سوبر ستار» على المشهد الفني في الوطن العربي، فعلق القعود بالقول: «البرنامج قدم مادة إلى المشاهد العربي؛ كي يشاهد ويسمع أصواتا متميزة مثل ملحم زين، أيمن الأعتر، إبراهيم الحكمي وديانا كرزون».
ومن الإضافات الجديدة لهذا العام، يشارك النجم الذي شارك في برنامج «سوبر ستار 1» وائل منصور، إلى جانب المذيعة اللبنانية مجدلا خطار في تقديم النسخة الخامسة للبرنامج، إذ يتميز وائل بأنه عاش التجربة مشتركا في البرنامج منذ خمس سنوات، وتدرج في المراحل جميعها حتى وصل إلى المرحلة الأخيرة، وهو يبادر اليوم إلى تجربة تقديم البرنامج الذي فتح له أبواب الشهرة.
أما خطار فهي مشاركة سابقة في مباريات ملكة جمال لبنان 2004، وهي مقدمة سابقة لبرنامج «سوكا ستارز» الذي كان يبث أيضا على شاشة تلفزيون «المستقبل».
وبالعودة إلى لجنة التحيكم، فقد طرح سؤال عن معايير تقويم المتسابق المشارك وآلياته، فقد أكد القعود أن الموهبة الحقيقية هي في الصوت، مضيفا «نحن نأخذ على الشكل والشخصية، أو ما يسمى كاريزما الفنان، إلا الصوت فهو الأمر المهم بالدرجة الأولى».
يضيف عليه بطرس بالقول: «نحن نعمل ضمن برنامج تلفزيوني، وليس أكاديمية، فيجب أن يكون المشارك لائقا صوتا وصورة، ومن الأمور المميزة أننا نتجاهل الشكل في حال وجود الصوت المتميز كما هو الحال مع إبراهيم الحكمي، الذي كان يمتاز بصوته الرائع على رغم هيئته العامة، فإن الناس في النهاية هي التي تقوم بالتصفية، والاختيار على أساس الصوت والشكل والجنسية»!
القعود يعقّب على ذلك قائلا: «نحن نبحث عن التميز في الصوت، وكل شخص في اللجنة له معاييره، وأنا أبحث عن الصوت المميز، والصوت أشبه بشخصية للفنان، ومن ثم نأخذ معاييرَ أخرى ومنها الأخلاق وأسلوب التعامل مع اللجنة والجمهور، إلى جانب قوة الصوت ومساحته».
وعلّق بطرس على بعض الحالات، موضحا «هناك أصواتٌ مقاربة لبعض الفنانين، وهذا ما لا نبحث عنه، وإنما نبحث عن الأداء والإضافة التي يقدمها للأداء، وهذا الأمر هو المحور الشخصي في المسألة».
يذكر أن لجنة التحكيم ستقوم خلال جولاتها باختيار نحو 100 موهبة، يتمّ قبولها من خلال اختبار اللجنة، وهذه هي الجولة الأولى، إذ ستتم بعد انتهاء الرحلات ومرحلة انتقاء الأصوات، دعوة الموهوبين المئة إلى بيروت دفعة واحدة، ليمرّوا في اختبار جديد يتم اعتماده للمرة الثانية في تاريخ البرنامج، وهو اختبار الغناء المسرحي، (الجولة الثانية). وهنا، وعلى مدى 3 أيام، يتم انتقاء 20 موهبة من أصل 100، بناء على آراء لجنة التحكيم.
وتبدأ الجولة الثالثة بعد ذلك، إذ تنقسم إلى 3 حلقات، حلقة خاصة بالفتيات، وأخرى بالشبان، يغنون أمام لجنة التحكيم. كما يخضع المشتركون في هذه المرحلة لتمرينات صوتية وتدريبات وغيرها. وفي كلّ واحدة من هاتين الحلقتين، سيفرز تصويت الجمهور عن فوز 5 فتيات، و5 شبان من كلّ حلقة، ينتقلون إلى الجولة الرابعة والنهائية. أمّا الحلقة الثالثة من هذه الجولة، فهي بمثابة حلقة الفرصة الأخيرة، التي يجتمع خلالها المشتركون الذين لم يتأهلوا (من حلقتي الفتيات والشبان)، ويفرز التصويت عن تأهل اثنين منهم، ليصبح بذلك عدد المتأهلين للجولة النهائية 12 مشتركا.
وتكون الجولة الخامسة عبارة عن منافسة مباشرة بين المشتركين على الغناء أمام جمهور ضخم داخل الاستديو ومباشرة على الهواء أمام جمهورالمشاهدين بمصاحبة الفرقة الموسيقية، ليبقى التصويت هو الفاصل والحكم لبقائهم في الجولة النهائية، التي ستسفر عن تتويج حامل جديد للقب «سوبر ستار العرب».
العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ