أعاد حامل اللقب هيبته المفقودة منذ الأسبوع الماضي وأكّد أن ما حدث أمام البحرين ما هي إلاّ كبوة جواد أصيل، وأعاد الأهلي هيبته على حساب الشباب، إذ هزمه بنتيجة (25/21) في مباراة قوية ومتكافئة انتهى شوطها الأوّل بالتعادل (12/12)، وأقيمت المباراة على صالة بيت التمويل الخليجي بأم الحصم في افتتاح الجولة السابعة وسط حضور جماهيري جيّد العدد من أنصار الفريقين.
وقدّم الأهلي والشباب مباراة طيبة المستوى أتسمت بالتكافؤ والندية طيلة أوقاتها عدا العشر دقائق الأخيرة التي تسيدها الأهلي، والمباراة كانت بين مد الشبابيين وجز الأهلاويين وعدا الدقائق العشر الأولى فإنّ الشباب كان صاحب الأفضلية في النتيجة، وغالبا ما يتقدّم بفارق هدفين ويتعادل الأهلي وما تحكم في مجريات المباراة عموما هي وضعية الفريقين من ناحية الإيقافات المتعددة التي وصلت إلى 19 عقوبة تصاعدية بالإضافة إلى استبعاد للاعب الأهلي ماهر عاشور منذ النصف الأوّل من الشوط الأوّل، والعلامة البارزة بالنسبة إلى الشبابيين هي تألق الحراسة ممثلة في أحمد منصور، وإحدى العلامات البارزة بالنسبة إلى الأهلي حراسته ممثلة في علي خميس الذي قدم مستوى طيبا في المباراة هو الأفضل له في هذا الموسم، ولكن أبرز العلامات التألق الملفت لحسين فخر بالإضافة إلى الواعد علي حسين، ولم تكن وحدَها الإيقافات السمة غير الطيبة التي أثرّت بل إنها توقفت مرارا وتكرارا ما أثر على نسق المباراة نسبيا، وتوقفت المباراة مع الدقيقة 10 بسبب خلاف بين الفريقين على كرة اللعب.
وبالعودة إلى مجريات المباراة، فقد بدأ الأهلي بطريقة 5/1 بتقدم أحمد طراده، فيما بدأ الشباب بطريقة 6/صفر، والبداية الأهلاوية جاءت موفقة إذ تقدم في النتيجة (2/صفر) مع الدقيقة الثالثة مستفيدا من الأخطاء الفردية الهجومية الشبابية ومطبقا الهجوم الخاطف كما يجب، واعتمد الشباب في هجومه على التصويب من الخط الخلفي ولكن ذلك لاقى مواجهة طيبة من دفاع النادي الأهلي واستهلك الشبابيين الدقائق الماضية لبناء هجماتهم ولم يهاجم الأهلي هجوما منظما إلاّ لمرة واحدة فقط، ولكنه عاد بعد ذلك وتعادل في النتيجة (2/2) قبل أن يتقدم الأهلي (3/2) نتيجة لتألق حراسته ممثلة في علي خميس، ومع الدقيقة السادسة خرج نادر البلوشي للإيقاف وتبعه الشبابي باسل الجد، وبقت الكفة متساوية إلى أبعد الحدود في دقائق اعتمد فيها الفريقين على النقل السريع للكرة من الدفاع للهجوم، ثم صارت النتيجة (4/3) للأهلي مع الدقيقة العاشر بعد دقائق تسابق فيها لاعبي الفريقين على إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى.
وفي الدقائق التالية فرض الشباب أفضلية نسبية على أجواء المباراة ونجح في التقدم بالنتيجة (5/4)، والتقدم الشبابي جاء نتيجة الترابط الدفاعي القوي أمام الخط الخلفي الأهلاوي، وما سهل مهمة الشباب دفاعيا إصرار الأهلاويين على التصويب من الخط الخلفي في الوقت الذي كان مميزا في الدقائق الماضية باللعب على الجناحين، وفي الهجوم نجح الشباب في التسجيل عبر الصياد والسلاطنة من الخط الخلفي في وقت تراجع فيه مردود حوائط الصد الأهلاوية، ومع الدقيقة 15 خرج أحمد عبد النبي للإيقاف لمدة دقيقتين، ولكن تألق علي خميس في الحراسة ساهم في حرمان الشباب من التسجيل بل والتعادل (5/5)، ومع الدقيقة 16 تعرض الأهلي لضربة موجعة حينما أستبعد طاقم المباراة لاعبه ماهر عاشور لمخاشنته باسل الجد وهو في طريقه للمرمى، ولم يستثمر الشباب نقص الأهلي للاعبيه بسبب التسرع في إنهاء الهجوم ومن دون تركيز بدليل أنه لم يتقدم سوى بفارق هدف واحد فقط (6/5)، وفي المقابل فإن الأهلي كان يصل للمرمى الشبابي عبر عباس مال الله وتحديدا ولكن الأخير أضاع الفرص التي سنحت له والتي وصلت إلى ثلاث فرص متتالية، ولذلك بقى المعدل التهديفي قليل ولم تشهد الدقائق العشر الماضية سوى تواصلا لمسلسل إهدار الفرص من قبل الفريقين وخصوصا من قبل الشباب.
عروش يستنجد بعلي حسين
واستنجد مدرب الأهلي الجزائري لخضر عروش بخدمات علي حسين بالإضافة إلى حسين فخر لتنشيط الجانب الهجومي والدفاعي على حد سواء، وبالفعل بدأ الأهلي يسترد عافيته بدليل أنه تعادل (7/7) في الدقيقة 21 بعد أن كان متخلفا بفارق هدفين قبل أن يرتكب الأهلاويين خطأين هجومين متتالين استغلهما الشباب بإعادة الفارق إلى هدفين (9/7) في الدقيقة 23 عبر الهجوم الخاطف السريع الذي تألق فيه حسين الصياد الذي خرج للإيقاف مع هذه الدقيقة ولكن ذلك لم يمنع الشباب من رفع الفارق إلى 3 أهداف (10/7) في الوقت الذي كان مفترضا أن يقلص الأهلي الفارق إلى هدف لولا إضاعة أحمد عبدالنبي رمية 6 أمتار الثالثة بالنسبة إلى الأهلي في هذا الشوط، وطلب على الفور مدرب الأهلي لخضر عروش وقتا مستقطعا لترتيب أوراق فريقه وبالفعل عاد الأهلي وقلص الفارق إلى هدفين مستفيدا من نقص جديد في صفوف الشباب لإيقاف أمين القلاف؛ لتصبح النتيجة (10/9) مع الدقيقة 25 ثم (11/10) مع الدقيقة 27 قبل أنْ ينتهي الشوط الأول بعد ذلك بالتعادل (12/12).
ولم تكن البداية الأهلاوية كما يجب، إذ لم يستغل نقص الشباب لإيقاف لاعبه أمين القلاف في الدقيقة وتقدم الشباب (14/12) مستفيدا من تألق حارسه أحمد منصور بالإضافة إلى التطبيق السليم للهجوم الخاطف، ولعب الأهلي في الدقائق التالية بطريقة 3/2/1 بهدف الضغط على الخط الخلفي الشبابي، وخرج الأهلاوي علي حسين بالإضافة إلى الشبابي جاسم السلاطنة في الدقيقة 5 للإيقاف وبعدهما باسل الجد في الدقيقة وذلك استمرارا لمسلسل الإيقافات المتكررة بالنسبة إلى الفريقين في المباراة، ونجح الأهلي في العودة للتعادل من جديد (15/15) في الدقيقة 8 مستفيدا من ظروف النقص الشبابي وقاده في ذلك المتألق حسين فخر الذي كان النجم الأهلاوي الأول على الرغم من مشاركته المتأخرة في المباراة وخرج فخر في الدقيقة 10 للإيقاف هو الآخر لأسباب لا يعرفها إلا طاقم المباراة، وإذا كان فخر قد تألق بالنسبة إلى الأهلي فالحارس الدولي أحمد منصور تألق كثيرا في المباراة وفي الشوط الثاني بالتحديد.
تقدم أهلاوي حتى النهاية
وتقدّم الأهلي لأوّل مرة في هذا الشوط (17/16) بعد حوالي 30 دقيقة من آخر تقدم له بهدف لحسين فخر الذي جرب حظه في تصويب رمية 6 أمتار ونجح في التسجيل بعد ضياع 4 رميات 6 أمتار، وخرج مع هذه الدقيقة الشبابي باسل الجد للإيقاف الثالث له في المباراة وبالتالي أستبعد من المباراة، ثم تقدم الأهلي بفارق هدفين (18/16) مستفيدا من النقص الشبابي بالإضافة إلى الترابط الدفاعي الذي أجبر الشبابيين على التصويب من المسافات البعيدة من دون تركيز، وطلب على الفور مدرب الشباب عصام عبدالله وقتا مستقطعا لإيقاف التفوق الأهلاوي الذي توقف قليلا لظروف الإيقاف ولكنه تواصل برفع الفارق إلى 3 أهداف (19/16) في الوقت الذي بدا واضحا قلة المردود الهجومي الشبابي بفعل التألق الدفاعي الأهلاوي الذي دعم بحسين مهدي وكان الأخير مميزا في الدفاع كذلك، والشباب منذ الدقيقة 8 حتى الدقيقة 20 لم يسجل سوى هدف واحد في الوقت الذي سجل الأهلي 5 أهداف رفع بها الفارق إلى 4 أهداف (20/16).
وبعد ذلك غير الشباب طريقته الدفاعية إلى 5/صفر/1 لمراقبة أحمد عبدالنبي بطريقة رجل لرجل ولكن ذلك لم يمنع الأهلي من التسجيل حتى وهو ناقصا لاعبه علي حسين، ولكنه عاد للتسجيل مستغلا النقص الذي تضاعف في الأهلي لخروج أحمد عبد النبي في الدقيقة 23 ولكن ذلك لم يؤثر على النجاعة الهجومية الأهلاوية الذي قادها حسين فخر ونفذها صادق علي بدليل أن الفارق بقى 5 أهداف (23/18) في الدقيقة 25 ثم (25/20) في الدقيقة 26، ووضح في الدقائق الماضية تأثر الشبابيين بخروج أمين القلاف في الدفاع بالتحديد، وانتهت المباراة بعد ذلك (25/21) للأهلي، أدار المباراة ميرزا سلمان وسمير مرهون ووفق الطاقم في قيادة المباراة إلى أبعد الحدود.
العدد 1918 - الخميس 06 ديسمبر 2007م الموافق 26 ذي القعدة 1428هـ