في جميع النظريات المتعلقة بمختلف نواحي الحياة نجد دائما أن النجاح يكون مقرونا بالعمل، فالنجاح لا يأتي بضربة حظ وإن حدث ذلك فإنه طبعا سيكون كالبنيان الهش المبني على أساس ضعيف سرعان ما سينهار ويرجع رمادا كما كان، لذلك فإن العمل الجاد والتخطيط السليم والرغبة الصادقة في تحقيق النجاح والإنجازات هو الطريق الصحيح لتحقيق الطموحات.

ومناسبة هذه المقدمة ما يقدمه فريق الاتفاق لكرة القدم في هذا الموسم من مستويات مغايرة عما كان يقدمه في السنوات الماضية، والتي كان فيها الفريق منافسا دائما على مقاعد ذيل قائمة ترتيب دوري الدرجة الثانية «الأولى سابقا»، حتى الموسم الماضي.

وهذا التقدم في مستوى الفريق الذي جعله في المركز الثاني وأحد المنافسين الشرسين على إحدى بطاقتي التأهل إلى دوري الكبار باعتقادي لم يكن بالمصادفة، بل كان مخططا قبل بداية إعداد الفريق، وأنا شخصيا كانت لي لقاءات مع عدد من المسئولين في النادي أمثال رئيس النادي ونائبه ورئيس جهاز الكرة أكدوا لي من خلالها أن دوري الدرجة الثانية سيشهد ولادة اتفاق جديد غير الذي شاهدوه في السنوات الماضية، وهذا دليل على أن التخطيط كان موجودا وهو أهم أسس النجاح في العمل.

ولو ألقينا نظرة سريعة على صفوف الفريق لوجدنا أن عناصر الفريق هي نفسها التي كانت تلعب في المواسم الماضية، فما الذي تغير هذه المرة؟! والجواب صريح وواضح وهو أن الذي تغير هو الفكر الإداري الذي انعكس بشكل ايجابي على الفريق عموما حتى ظهرا فعلا كما خططت له الإدارة قبل بدء الموسم.

وما يحدث في نادي الاتفاق ما هو إلا صورة مصغرة للواقع المرير والصعب الذي تعيشه كرة القدم البحرينية، والسبب هو عدم إشراك الكفاءات الإدارية في قيادة المنتخبات الوطنية، حتى لجنة المنتخبات المزعومة لم نر لها تحركات جادة وخططا مستقبلية واضحة المعالم من أجل تحريك المياه الراكدة، وتفعيل دورها الرئيسي في تطوير المنتخبات الوطنية.

ونحن الآن مقبلون على استحقاق مهم جدا وهو تصفيات كأس العالم ونتمنى أن نشاهد دورا أكبر للجنة المنتخبات في إعداد المنتخب، وتعيين أكفأ الإداريين لتولي المهمة الصعبة؛ لأن التصفيات ستكون حامية الوطيس وتحتاج إلى نفس طويل وتهيئة نفسية جيدة للاعبين لمواجهة المنتخبات التي سنواجهها في التصفيات