إن خطة التسويق الإلكتروني، كما في خطط التسويق التقليدي، تكون في أحيان معينة ذات أهداف طويلة المدى، لكنها في حالات كثيرة أخرى تكون آنية وذات أهداف قصيرة المدى. وبينما يكون الهدف الرئيسي لخطة المدى القصير زيادة في الإقبال على الموقع، وهو أمر مطلوب ومهم في بداية انطلاق الموقع، فإنه يجب عدم الاكتفاء بهذه السياسات وحدها لتأمين إقبال جيد على الموقع على المدى البعيد، إذ يمكن اللجوء إلى إعلان الموقع الخاص بالمنتج في مواقع أخرى أو وسائط أخرى، كذلك يمكن استخدام منتديات النقاش، أو محركات البحث في الإعلان أيضا.

لذلك نجد أن الخطة ذات المدى البعيد تطمح إلى مد الموقع بسيل دائم من الزوار المهتمين بالمنتج. هذه السياسات لا غنى عنها إذا كان صاحب الموقع يريد مبيعات حقيقية لمنتجاته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال المحتوى الجيد والمحدث بشكل مستمر للموقع، وتقديم عدد من الخدمات المجانية لزائري الموقع، وإعداد قائمة بأسماء الزوار لإرسال النشرات الدورية للموقع إليهم.

وهنا لابد من تأكيد أن خطة التسويق بغض النظر عن مداها، قصيرا أم طويلا، تعتمد في الأساس على توافر موقع إلكتروني يمكن العودة إليه عند الحاجة، لذلك فإن تصميم و تطوير موقع الكتروني هو خطوة مهمة جدّا على طريق النجاح في عمليات التسويق على انترنت، فيجب التركيز جيدا على محتوى هذا الموقع، ووضع نصب أعين القائمين عليه أن المهمة الرئيسية للموقع هي أن يتم تحويل أكبر عدد ممكن من زواره إلى زبائن.

ومن الطبيعي أن تستغرق عملية تطوير الموقع المخصص للتسويق والبيع وقتا ومجهودا كبيرين، كما يجب أن يتم تصميم كل جزء من الموقع بعناية فائقة، بدءا من الشكل الخارجي إلى صيغة الإعلان وصياغة وصف السلعة. كل جزء سيلعب دورا كبيرا في المبيعات. الانطباع الأول للزائر مهم جدا وهو ما يقرر إذا كان الموقع سيحقق أهداف خطة التسويق أم لا.

وعلى رغم وجود الكثير من السمات المشتركة بين مزايا التسويق التقليدي وتلك التي يتسم بها التسويق الإلكتروني، فإن هناك بعض المميزات التي يتفوق فيها الإلكتروني على نظيره التقليدي، ومن بينها:

سرعة وصول خطة التسويق إلى الجهات المعنية، أفرادا كانوا أم موسسات. وبما أن بيئة الإنترنت أصبحت الآن واسعة الانتشار، وكذلك نظرا إلى التطور التقني وزيادة سرعة التصفح أصبح من السهل الحصول على أية معلومة تخص منتجا أو خدمة ما على هذه الشبكة، كما أصبح بالإمكان اقتناء تلك السلعة والحصول عليها في زمن وجيز ليتمكن بذلك أي مسوق من الترويج لسلعته وبيعها متخطيا بذلك الحدود الإقليمية لمكان وجوده وليدخل بسلعته حدود العالمية التي تضمن على الأقل رواجا أكثر لتلك السلعة أو الخدمة.

ثاني تلك المميزات مساهمة التسويق الإلكتروني في فتح المجال أمام الجميع للتسويق لسلعهم أو خبراتهم من دون التمييز بين الشركة العملاقة ذات رأس المال الضخم وبين الفرد العادي أو الشركة الصغيرة محدودة الموارد. فما تحتاج إليه عمليات التسويق الإلكتروني أصبح في متناول الجميع،إلى حد بعيد، ممن يحسنون استخدام ما توفره تقنيات الويب من إمكانات.

ثالث تلك المميزات الكلفة المنخفضة والسهولة المتناهية في التنفيذ التي تتطلبها آليات وطرق التسويق الإلكتروني مقارنة بآليات التسويق التقليدي. ولا ينبغي هنا إغفال إمكانية تكييف نفقات تصميم المتجر الإلكتروني والدعاية له وإشهاره بصورة مجانية أو بمقابل مادي وفق الموازنة المحددة له في حين يبدو من الصعب تطبيق مثل هذه الآليات على النشاط التجاري التقليدي.

رابع تلك المميزات إمكان الاستفادة من التغذية الراجعة المصاحبة لعمليات التسويق الإلكتروني من خلال استخدام التقنيات البرمجية المصاحبة لبيئة التسويق الإلكتروني ولعمليات الدعاية في هذه البيئة الرقمية التي باتت بوسعها أن تبيح ببساطة تقييم وقياس مدى النجاح في أي حملة إعلانية وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها كما يمكن توجيه أو تحديد التوزيع الجغرافي للشرائح المقصودة بهذه الحملات وغير ذلك من الأهداف التي تبدو صعبة التحقيق عند إستخدام الوسائل التقليدية