هناك تاريخ منسيّ من صفحات تاريخنا البحريني ولاسيما في حقبة عصور الإسلام... فقد كانت البحرين مقصدا للعلم والدراسة في مجال العلوم الفقهية فكان يقصدها المسلمون شرقا وغربا على غرار مدارس العلم في الأزهر بمصر والقيروان بتونس، وبغداد بالعراق.
البحرين تحمل في جعبتها مراحل وحقبا تاريخية كثيرة وبالتالي لا يمكن أنْ نصنّف التاريخ ونجزئه بحسب هوى هذه الفئة أو تلك لأنّه في نهاية الأمر ملك للبشرية ولا يحق لأحد أنْ يشوّهه أو يطمس حقائق التاريخ في أيّ بلد كان... فالتاريخ يبقى تاريخا مهما يكن الاختلاف.
فحتى الأسبان الذين احتلهم العرب زمنا طويلا في نشرهم للإسلام لا يحبذون هذا التاريخ الذي يثير فيهم تاريخ هزائمهم وتحديدا مع «الكتالانيين» الأسبان غير أنّ الحكومة الإسبانية اليوم تروّج بمساحة كبيرة عن سياحتها عبر ما خلّفه العرب والمسلمون في بلادهم من قصور ومبان محافظين بذلك عليها؛ لأنها جزء وملك لا يتجزأ من تاريخ الإسبان والإنسانية, مترفعين عن العنصرية والتحقير لثقافة حكمت أرضهم فترة من الزمن وأثرت عليهم في شتى أمور الحياة على رغم العصبية المسيحية.
في حين أنّ دولة مثل الهند اعتبرت تنوع تاريخها لمختلف اثنياتها يمثل مصدرا للقوّة بدلا من اعتباره سببا للتفرّق، وفي الهند حاليا توجد 18 لغة رسمية، وأن الهنود استفادوا من التعليم الحديث ومن قوّة اللغة الإنجليزية ومواد الرياضيات والعلوم، والنمو الكبير الذي تشهدها مناطق من الهند في السنوات الأخيرة الذي جاء بفضل المستوى المتطوّر لمصادر التعليم والانفتاح على ثقافات الآخرين داخل الهند وخارج.
وإذا كان الهنود استطاعوا أنْ يحققوا هيبة لبلدهم من خلال قبولهم بالتنوع فيما بينهم، فإنه بإمكان أيّ أمة أخرى أن تكون لها هيبة لو استخلصت الدروس الماثلة أمامها.
إنّ الانفتاح الثقافي وقبول الرأي الآخر، حتى لو كان يحمل حقائق لصفحات مزعجة من التاريخ هي مسألة في غاية الأهمية والخطورة خصوصا عندما نرى بين أيدينا كتبا مشوّهة أو مستغفلة عن قصد لحقب وأحداث تاريخية عايشها أهل البحرين في وقت مضى.
مثل هذه الكتب كثيرة للاسف على رفوف المكتبات... وكثيرا ممن كتبها حرّف التاريخ لصالح جماعته عن قصد متناسيا أن هناك الكثير من الوسائل التي تفضح ما تتجنبه او حرّفه من أجل تهميش وتقليل الطرف الذي لا يحبذه وتحبذه جماعته على رغم أن البحرين مجتمع متنوّع ثقافيا وتاريخيا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ