بظهور تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية بشأن برنامج إيران النووي العسكري الذي نشر الاثنين الماضي، تكون أميركا قد اعترفت رسميا بالهزيمة، بيد أنّ الإدارة الأميركية لاتزال تكابر كعادتها.

بظهور هذا التقرير، تهاوت مغالطات الإدارة الأميركية والدول السائرة في ركابها في ترويج صنع أسلحة نووية، والمحاولات المستميتة على مدى الأشهر الماضية من أجل إقناع المجتمع الدولي، لمصالح سياسية ضيّقة، شن حرب على إيران وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها.

وفي ضوئه نستخلص أنّ الحرب المفترضة على إيران أصبحت بعيدة بل معدومة.

جاء هذا التقرير، ليثبت بالقول الفصل إنّ هذا البرنامج تم إيقافه منذ خريف 2003 ولغاية منتصف 2007، ولا توجد بوادر لاستئنافه بحسب ما أفاده التقرير نفسه، وبناء عليه طالب النواب الديمقراطيون حكومة بلادهم بإعادة النظر في العلاقات الأميركية الإيرانية، وطبعا هذا التقرير لم يعجب الساسة الإسرائيليين، إذ إنه في صالح إيران أوّلا وجاء بخلاف ما يريدون والمفارقة فيه أنه جاء من دولة حليفة جدا لدويلة «إسرائيل» وتتبنى دائما الدفاع عنها في المحافل الدولية والوقوف إلى جانبها في مختلف القضايا، لذلك كان من الصعب قبوله والتسليم بما ورد فيه.

والخلاصة أن لهذا التقرير طعما ومذاقا في إيران، وانتصارا لسياستها، وفيه دلالة على مدى صدقيتها وشفافية برنامجها وهو ما أكّدته مرارا واليوم يأتي من العدو ذاته، وكأنّي بها تردد قول الشاعر:

ومليحة شهدتْ لها ضراتُها والفضل ما شهدتْ به الأعداءُ