من اقتراب المنتخبات الوطنية لكرة القدم على استحقاقات قادمة أهمّها وأقربها البطولة الخليجية للمنتخبات الأولمبية والتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، تطرح الأسئلة نفسها حول جدوى وصوابية التجنيس الذي تقوم به الجهة المعنية بعد الفشل الذريع لهذه الخطط في مناسبات عدّة سابقة.
الكل يتساءل هل حقق تجنيس لاعبين أمثال النيجيريين جيسي جون وفتاي والمغربي فوزي عايش والسعودي عبدالله عُمر وغيرهم من هم وراء الستار، الفائدة والإنجازات المرجوة التي يتمناه كلّ مواطن أصيل ولد على هذه البقعة، على رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة هو نجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع في منتخباتنا.
لو قارنا الفترة التي سبقت فترة التجنيس بالتي تلتها، فإننا سنرى وبسهولة كبيرة من أنّ الفترة الأولى كانت صاحبة الإنجازات والأفراح والأتراح، على عكس الفترة الثانية التي كانت مليئة بالتشاؤم والحزن.
مثال بسيط يوضح لنا ذلك، فمنتخب العام 2004 كان جلّ لاعبيه من المواطنين الذين تمكنوا من أفراج شعب بأكمله شعبا وحكومة، على رغم أنه لم يحقق بطولة كأس آسيا 2004 وجاء رابعا، ولم يستطع التأهل إلى كأس العالم 2006 وخرج في المرحلة الأخيرة، ولم يفز ببطولة الخليج 2006 في قطر وجاء ثالثا، على عكس المنتخب الحالي الذي جلب الهم والحزن والبكاء والتذمر وعدم الرغبة في المتابعة، ولم يستطع حتى من تخطي المرحلة الأولى من كأس آسيا 2007، وجاء رابعا في بطولة الخليجي 2007، وخرج من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد بكين بيده لا بيد غيره.
يجب عليكم أيه المسئولون أن تقفوا لحظة تأمل واحدة وتفكروا بروية وتقيسوا نجاح العملية الفاشلة التي خططتم لها من عدمها، وحينها في حال قلتم بنجاحها عليكم إيضاح أسباب النجاح، وحين تعرفون أنها فشلت يجب أنْ تخرجوا بجرأة لتقولوا لأولئك الذين لا يعرفون إلاّ اللون الأحمر إننا خاطئون، وتبدأ في العلاج.
ما سبب إخفاق الطائرة
مع إخفاق جديد للرياضة البحرينية يتساءل المتابعون عن الأسباب التي أوصت المنتخبات الوطنية إلى درجة الفشل في كلّ مناسبة تخوض فعالياتها، كان آخرها سقوط منتخب الكرة الطائرة في البطولة الخليجية المقامة حاليا في الكويت بعد خسارتين من السعودية وقطر.
ولعله يمكن لمدرب المنتخب اليوغسلافي سانسيلك أن يبدي الحجج لهذه الخسارة الجديدة ويستعرض الأسباب، إذ سيكون أهمّها من دون شك عدم وجود لاعب صانع للعب على المستوى المطلوب على رغم ما قدّمه مشكورا، فاللاعبون الموجودون حاليا مع المنتخب، وإذا كانت إصابة المعد الأساسي محمود حسن قدر مكتوب، فإنّ غياب المعد الاحتياطي لاعب النصر حسين متروك يبدي الكثير من الأسئلة التي توجه إلى المعنيين بالشأن الوطني، إذا ما عرفنا أنّ اللاعب عاد قبل أن يلعب بعدما استدعته جهة عمله الحكومية وهي وزارة الداخلية وطالبته بالعودة السريعة لعمله وإلا فإنّ أمور أخرى ستحدث، وكأن متروك لن يلعب لصالح الوطن وإنما لحسابه الشخصي، ما أجبر المدرب على استدعاء لاعبين لم يكن في الخاطر أنْ يظهروا مع المنتخب.
إذا جاءنا لنحلل هذا فإن سنرى بأن البلد نفسها تعمل على إفشال مهماتها، بمعنى أن وزارات وإدارات حكومية ترفض إعطاء البلد الفرصة لمواطنيها لكي يمثلوا ويشرفوا البحرين في المحافل الخارجية، وكأننا نمنع أنفسنا بأنفسنا عن تحقيق ما نتمناه، إذ كيف لوزارة حكومية لا تساند الرياضة في البحرين ونحن نطالب القطاع الخاص بدعم الرياضة؟
كان من المفترض وبحسب ما رأينا في البطولتين الماضيتين العربية والخليجية التي شارك فيه المنتخب، أنْ توافق وزارة الداخلية من دون شروط مسبقة على إتاحة الفرصة لموظفها من أجل يقوم بتشريف البلد خير تشريف، لا أن نقف حجر عثرة أمام رغبة البلد.
هذه القضية وإنْ كانت حالات فردية، إلاّ أنها تنذر بالمخاطر، إذ إنه يجب على الوزارات الحكومية دعم الرياضة البحرينية من دون مقدمات وأن تسمح لموظفيها اللاعبون أن يمثلوا البحرين، من ذلك وضح لنا بأنّ السبب الرئيسي في فشل المنتخب هو البلد نفسها التي لم تكن لتوافر مستلزمات المنتخب لتحقيق مبتغاه من المنافسة على البطولات المختلفة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1916 - الثلثاء 04 ديسمبر 2007م الموافق 24 ذي القعدة 1428هـ