العدد 1916 - الثلثاء 04 ديسمبر 2007م الموافق 24 ذي القعدة 1428هـ

التسويق الإلكتروني 1/4

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصبح التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت من الوسائل التي لايستهان بها في تحقيق الأهداف التسويقية المطلوبة، وذالك متى ما توافرت فيها الدراسة الصحيحة والتنفيذ السليم.

وتعتبر هذه الوسيلة من الوسائل الأكثر تحقيقا والأقل كلفة من الوسائل التسويقية الإعلانية الأخرى مثل (الصحف والمجلات، المحطات التلفزيونية، المحطات الإذاعية، اللوحات الإعلانية المنتشرة). فالأعداد الهائلة من المستخدمين للإنترنت تتزايد يوما بعد يوم.

ويعرف التسويق بوصفه عملية إدارية اجتماعية يحصل بموجبها الأفراد والمجموعات على ما يحتاجون إليه، ويتم تحقيق ذلك من خلال إنتاج وتبادل المنتجات ذات القيمة مع الآخرين. وهو أيضا مجموعة العمليات أو الأنشطة التى تعمل على أكتشاف رغبات الزبائن وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم وتحقق للمؤسسة الربحية خلال فترة مناسبة.

لكن مع تنامي وازدهار التجارة الإلكترونية كان من الطبيعي أن يرافق ازدهارها التسويق الإلكتروني، بدلا من التسويق فحسب، والذي إلى جانب مرافقته منصات التجارة الإلكترونية، نجد هناك شركات، بل حتى مواقع وبوابات لا تمارس شيئا سوى التسويق الإلكتروني، والبعض منها بات خاصا بالسوق العربية ومتخصصا فيها.

وقبل محاولة التوصل إلى تعريف محدد لتعبير السوق الإلكترونية (emrketing) أو عبر الإنترنت (Online Marketing). .. إلخ من الأسماء المرتبطة أساسا بعمليات التسويق على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب)، لابد لنا من التمعن في فحواها وتطورها كمفهوم.

فلاتزال المفاهيم النظرية عن التسويق الإلكتروني غير مستقرة بعد وليست موحدة، ويعود ذلك إلى الاختلافات الواسعة والتباينات الحادة في آراء الخبراء والمختصين بشأن ذلك.

وأحد الأسباب التي قادت ولاتزال تؤثر في أفكار أولئك الخبراء هو أن التسويق الإلكتروني إنما نشأ، وفي هيئات مختلفة، في أحضان الشركات التي كانت تروج لمنتوجاتها وخدماتها عبر قنوات الخط المباشر (Online Channels)، التي تستخدم خطوط إتصال الإنترنت.

حدث ذلك في المراحل المبكرة في منتصف التسعينات من القرن الماضي، حينها فتحت تلك الشركات الأبواب لمن كان يطلق عليهم البائع الإلكتروني (e-tailer)، مقابل التاجر التقليدي. مثل أولئك الباعة التقليديين هم الذين سارعوا بوازع من الخوف إلى اللجوء نحو تقنيات التسويق باستخدام آليات الإنترنت ومراسمها.

ولعل أبسط تعريف للتسويق الإلكتروني هو ذلك الذي يضعه مارك سكيتس (Mark Sceats)، الذي يرى أن نحصر التسويق الإلكتروني في التسويق الذي يستخدم الإنترنت قناة للعرض أو الترويج.

لكن هناك تعريفات أخرى أكثر شمولية من بينها ذلك الذي يأخذ بها خبراء شركة سيسكو (CISCO) الذي ينص على أن «التسويق الإلكتروني هو تعبير أصيل يستخدم كي يشمل نطاقا واسعا من الأنشطة، مثل الإعلان والاتصال بالزبائن، وبرامج الولاء، باستخدام تقنيات الإنترنت. ويتجاوز هذا التعريف مجرد بناء وتطوير موقع على الإنترنت، ليصل إلى التواصل المباشر، والدخول في حوارات مباشرة مع الزبائن الذين يتحولون وبرغبة منهم، ومن دون وعي أو قرار مسبق، أعضاء في فريق خلق منتجات أو خدمات جديدة، واكتشاف طرق كفوءة لضمان ولاء الزبائن ووفائهم، وتسهيل مهمات إدارة الأعمال لديهم.

باختصار التسويق الإلكتروني هو مجموعة العمليات والأنشطة التي تمارسها مؤسسة معينة بهدف البحث عن زبائن جدد أو إيجادهم، أو لفت نظرهم أو كسبهم أو الاحتفاظ بهم، مستخدمة في ذلك تقنيات الإنترنت ومراسيمها.

وللقراء الباحثين عن تعريف أكاديمي للتسويق الإلكتروني يمكننا القول إنه ذلك التسويق «الذي يبيح علاقات تبادلية في بيئة رقمية مشبكة تتمتع بإمكانات حية للحوار وتبادل المعرفة».

لكن ما هو أهم من التعريف هو حقيقة أن التسويق الإلكتروني أصبح اليوم أحد ضرورات الحياة في مجتمعنا المعاصر، فمئات الملايين من المستخدمين يتصلون بشبكة الإنترنت يوميّا من جميع أنحاء العالم، وهذا يفسر ليس اتساع نطاق التسويق الإلكتروني فحسب، وإنما يشرح أيضا الأسباب الكامنة وراء نمو أنشطة أخرى تمارس على الإنترنت ومن أبرزها التجارة الإلكترونية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1916 - الثلثاء 04 ديسمبر 2007م الموافق 24 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً