العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ

قمة ليست استثنائية

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

التوصيف الذي خرج به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية لقمة الدوحة التي تعقد اليوم هي أنها قمة استثنائية، وعلى رغم أنها القمة الخليجية الاولى التي تشهد حضور رئيس إيراني، مع هبوب رياح الحرب على المنطقة وخصوصا مع تحسن الطقس فإن هذا التوصيف قد لا يكون في محله.

يقتضي توصيف القمة بالاستثنائية أن تخرج بمبادرة خليجية على أكثر من اتجاه، أقلها صوب حلحلة الملف النووي الإيراني العالق والأهم من ذلك رأب الصدع في العلاقات الخليجية الخليجية وخصوصا على البعد السعودي - القطري وأخيرا، وضع خيار حاسم أمام الإيرانيين بشأن المطالبات الإماراتية الشرعية باستعادة جزرها.

وإذا كانت مشاركة خادم الحرمين الشريفين في القمة التي تعقد على الأراضي القطرية تعطي للوهلة الأولى إيجابية من نوع ما في أن تكون القمة استثنائية فعلا فإننا ندرك ضرورة أن تكون الأيدي الخليجية هذه المرة متحدة تحت الطاولة كما هي فوقها.

الرئيس الإيراني الذي قد يكون الهدف الرئيسي من زيارته طمأنة جيرانه الخليجيين، هو الآخر مطالب بإيقاف هذا التسارع نحو الحرب عبر خطاباته الحادة، فالاستمرار في تخصيب اليورانيوم على رغم قرارين صادرين عن مجلس الأمن طلبا تعليق هذه النشاطات الحساسة، والاستمرار في تمييع قضية الجزر الإماراتية... علامتا تخويف وتعقيد لا طمأنة.

وحتى نصل إلى توصيف «الاستثنائية» تحتاج القمة إلى إقناع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وحكومته أن يقبلوا باقتراح التسوية عبر إنشاء كونسورسيوم يزود دول الشرق الأوسط الراغبة باليورانيوم المخصب، تحت مراقبة دولية تضمن عدم عسكرة البرامج، وعلى دول الخليج أن تضغط في هذا الاتجاه وخصوصا أن مقترح تفعيل محطة الطاقة النووية الخليجية قد يرى النور قريبا. على القمة أيضا، إيقاف هذا التمييع لقضية الجزر الإماراتية وعدم الاكتفاء بالتنديدات والمطالبات، فإما أن يجلس الإيرانيون على طاولة الحوار أو أن يذهب الجميع إلى لاهاي، على أن تقبل الأطراف كلها بالحكم الدولي أيا كان.

تحتاج القمة أيضا، إلى أن تذيب خلافات الدول الخليجية الثنائية، وأن تسرع من خطوات تنفيذ الكثير من القرارات المعطلة أو مجهولة المصير وخصوصا فيما يتعلق بالاتفاقات التجارية والاقتصادية ومشروع العملة الموحدة. في خضم هذه الملفات المعقدة يبدو الخروج بقمة استثنائية على صعيد القرارات والنتائج أمنية صعبة التحقق وخصوصا أن الأجواء في الشرق الأوسط عموما لا تدعو إلى التفاؤل الذي يتحلى به الأمين العام عبدالرحمن العطية الذي يدرك صعوبة الخروج من عنق الزجاجة التي لا تريد أن تنكسر.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً