يعد مشروع تحصين البيوت القديمة في البحرين من الأمطار من المشروعات الحيوية والمهمة في البلاد، لكن مع أي مشروع تنموي في البلاد يجب أن يتماشى هذا المشروع معه ومع أهدافه؟ والعجيب الغريب أن بعض البيوت القديمة التي لا توجد فيها أسقف أصلا تحصن ضد الأمطار وكأنها - مع اعتذاري عن هذا الوصف - بمثابة تزيين العجوز التي ناهزت التسعين.
ربما كان من الأجدى على المهندسين الذين كشفوا على البيوت التي تضررت جراء سقوط الأمطار الغزيرة العام الماضي، أن يرفعوا تقريرا إلى السلطات يفيد بأن بعض هذه المنازل لا تتحمل أصلا تركيب العوازل على أسقفها، فضلا عن كونها منازل هالكة وغير صالحة للاستخدام الآدمي.
بعض المنازل فرشت أسقفها بالطين، وهي أصلا في بعض أجزائها بنيت من الحجارة والطين، فكيف يمكن أن نضع سقفا عازلا يكلف أموالا على منزل متهالك، فيما هناك مشروعات أخرى كان من الأجدى أن تدرج هذه المنازل ضمن قائمتها، مثل مشروع المنازل الآيلة إلى السقوط! معلوم أن القائمة طويلة جدا لتلك المنازل التي تحتاج إلى إعادة بناء كامل أو ترميم على وجه السرعة، لكن لا يمكن أن تهدر الأموال هكذا في أمور وقتية وغير مجدية، وخصوصا إذا ما علمنا أن الضمان الممنوح للمواد العازلة التي تركب على الأسقف يصل إلى عشر سنوات.
أذكر تماما مأساة إحدى العائلات البحرينية المتعلقة بالمطر، حينما كانت تنبت في أرضية المنزل أنواع من الفطر قد تكون مضرة بعد أن تصل مياه المطر إلى داخل المنزل، وللأسف فإن الكثير من منازل المواطنين لم يحالفها الحظ في الحصول على تحصين ضد مياه الأمطار بسبب استنفاد العدد هذا العام، ويبدو أن لسان حالهم يقول «بأي حال عدت يا مطر»، ولكن في جميع الأحوال سيبقى المطر على رغم كل ذلك هبة الله من السماء وعطاءه إلى الإنسان.
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ