حفل الوفاء لذكرى الفقيد الراحل المربي أحمد العمران أمس، هو وفاء لأوّل وزير للتربية والتعليم ارتبط اسمه بمسيرة التعليم والمعارف في البحرين. ابن المحرّق الذي وُلِد العام 1909 وغادرنا في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، كان من أوائل الذين درسُوا في الخارج العام 1928، وتولى إدارة المعارف ابتداء منذ 1945، وتفرّغ لاحقا لتطوير التعليم معتمدا على أفضل الخبرات المتوافرة آنذاك.
لقد أشار في حفل أمس وزيرالتربية والتعليم ماجد النعيمي إلى أنّ أفضل تكريم لذكرى العمران هو الاستمرار في المسيرة المعرفية التي قطعنا ثمرات كثيرة منها، وأنّ الاستمرار في تنمية قطاع التعليم والصعود به إلى أعلى المستويات الدولية هو أفضل هدية للراحل الذي كان وسيبقى رمزا للتربية والتعليم في بلادنا.
الرئيس الفخري لجمعية الإصلاح وزير العمل السابق الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة أشار في مشاركته أمس إلى أنّ العمران تاريخ أسطر من نورلايمحوه الزمن، وأن الأجيالَ الحالية والمستقبلية ستكتشف المزيد من عطاءات العمران... فهو كان من الذينَ واكبُوا العصر من خلال اعتماده الفلسفة القائلة إنّ التعليم مسئولية الدولة وعلى أساس ذلك تم نقل المدارس الخاصة التي تأسستْ في مطلع العام الماضي إلى إدارة الدولة.
العمران الذي أشرف على تطوير أفضل مناهج تعليمية في الخليج في القرن الماضي توفي سعيدا؛ لأنه رأى أنّ الجميع الآنَ يؤمنون بما كان يؤمن به، ويعملون على تطوير ما بدأ في تطويره، فنحن جميعا نتحدّث عن مجتمع المعرفة الذي يتكون من الخبراء القادرينَ على تحويل محتواهم العلمي إلى منتجات وخدمات ترفع مستوى المعيشة، والبحرين تحتضن مؤتمر مؤسسة الفكر العربي هذا الأسبوع الذي جمع في ندواته وورش عمله عددا غير قليل من العقول التي تحدثت عن أهميّة التفوق في مجال التعليم واستخدام أفضل وسائل التعليم المدعومة بالتقنية العالية؛ بهدف اللحاق بعصر المعرفة. وعليه، فإنّ دعوة الشيخ عيسى بن محمّد آل خليفة للحكومة أنْ تستحدث جائزة باسم العمران تُعطى لمَنْ يستحقّها من أولئك الذينَ خدموا البحرين في مجال التربية والتعليم تستحق النظرفيها وتفعيلها.
العمران خدَم بلاده وارتحل إلى ربه بعد أنْ خلّف وراءه ذكرا حسنا وعلما نافعا، ومَنْ كان يعرفه شخصيا لا يمكن أنْ ينساه، ومَنْ لم يعرفه شخصيا؛ فإنه بلاشك يعرف آثاره الماثلة أمامنا جميعا.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ