منذ حادثة اختفاء الطفل بدر، في قرية سماهيج ظهيرة يوم الثلثاء العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، تضاعف الاهتمام بمراقبة الأطفال من جانب الكثير من الأسر... وخصوصا تلك التي لا تولي هذا الأمر أهمية! ولا تدري أين يذهب أطفالها حين يخرجون من المنزل، ومع من يلعبون، بل وأين يلعبون، ولربما خرج الأطفال من دون علم ذويهم!
لكن منذ فترة، وأنا شخصيا أسمع أحيانا، وأتلقى اتصالات في أحيان أخرى، بشأن وقوع محاولة هنا أو هناك لاختطاف أطفال تبوء بالفشل... فأحد الآباء يقول إن طفلته البالغة من العمر 12 عاما كانت في طريقها إلى البقالة مع شقيقها الصغير البالغ من العمر 4 سنوات، عندما اقتربت منها سيارة شحن صغيرة وفيها اثنان من الآسيويين طلبا من الطفلة أن تركب هي وشقيقها السيارة (زرقاء اللون)، فهربت وهي تصرخ، ما جعل سائق السيارة يولي هاربا أيضا!
وفي قصة أخرى، يقول أحد المواطنين أن طفله البالغ من العمر 10 سنوات تعرض لمحاولة اختطاف من جانب شخص «بحريني» دعاه إلى ركوب السيارة، لكنه رفض وصرخ حتى سمع بعض المارة صراخه وركضوا نحوه ليولي المجهول هاربا، ولم يتمكن أحد من التعرف على شكله أو تدوين رقم سيارته... أما القصة الثالثة فكانت قصة طفل عائد من المدرسة عندما لاحقته سيارة فيها آسيوي حاول الإمساك بالطفل، لكن الأخير تمكن من الهرب ليبلغ أهله بما حصل ويصف لهم السيارة وشكل الآسيوي.
الغريب في القصص التي وردتني، أنها كانت مشتركة في الإجابة على سؤال واحد: «هل أبلغتم الشرطة بما حدث؟»، فيكون الجواب: «لا»؟!
وبغض النظر عن صحة تلك القصص من عدمها، تحدثت إلى مسئول أمني بشأن ما إذا كانت هناك بلاغات وردت إلى الأجهزة الأمنية بشأن وقوع محاولات لاختفاء أطفال، فكان الجواب بالنفي أيضا! وهذا ما حصل مع النائب الشيخ حمزة الديري الذي أبلغه الأهالي قبل فترة عن محاولة اختطاف طفل في قرية الدير لكن من دون وجود معلومات كافية بشأن الحادث، لكنه تحدث في الصحافة محذرا من إهمال الأطفال وعدم مراقبتهم في الوقت الذي تنشط فيه بعض العصابات في بعض الدول لتتاجر في الأطفال.
ويبدو أنه من الأهمية بمكان أخذ الحيطة والحذر، سواء صحت تلك القصص أم لم تصح، فمنذ اختفاء الطفلة فاطمة في العام 2002 واختفاء الطفل بدر في العام الجاري، لايزال هناك أطفال صغار يتسكعون في الشوارع ويتجولون في المزارع ويتجهون إلى السواحل في غفلة من الأهل، ولعل الخطوة الأولى لمنع تكرار حوادث اختفاء الأطفال، هي زيادة اهتمام الأسر بأطفالها الذين يذهبون إلى كل مكان وفي أي وقت! وكذلك تحمل المسئولية المجتمعية من جانب الأفراد قبل رجال الأمن في حال رؤية طفل في مكان يجب ألا يكون فيه! ومتى ما كان الناس متيقظين، فلن يكون للمجهولين وجود، والعيون ترقب تحركاتهم.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ