السفير الياباني الجديد تاكيشي كوندو ينشط منذ تعيينه لإحياء عدة أفكار تهم البحرينيين قبل اليابانيين، وخصوصا أن اليابان هي إحدى النماذج العالمية في كيفية إنتاج الثروة الوطنية بالاعتماد على الإنسان - المواطن، ومن دون الإضرار بالبيئة، ومع الصعود بأعلى مستويات الجودة.
ومن الأفكار التي يطرحها السفير تأسيس جمعية صداقة بين البحرينيين واليابانيين، ونحن في أحوج ما نكون إلى مثل هذه الجمعية التي يمكنها أن تعرفنا بكيفية تطوير قدراتنا الذاتية، تماما كما فعل اليابانيون. فعلى رغم الجهود الحميدة المبذولة بحرينيا في هذا المجال، فإنه لايزال أمامنا شوط كبير للنهوض بمستوانا وخبراتنا، ولاسيما في البحث والتطوير وتحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات ذات جدوى اقتصادية.
والحق يقال، فإن البحرين محظوظة لأن السفراء اليابانيين يهتمون كثيرا بمد جسور التعاون وبذلوا الكثير من أجل ذلك. فالسفير قبل السابق ياساكي أونو من أكثر الذين أحبوا البحرين، حكومة وشعبا، ومد جسور التعاون من أجل تمكين عدد من الوزارات من الحصول على شهادات الآيزو في الجودة، كما طرح أفكارا عدة للبحرينيين لتطوير السياحة البيئية التي يمكن لليابانيين تقديم المساعدة فيها، وهي تجتذب نوعا راقيا من السياح.
السفير الذي جاء بعده تاكاأو ناتسومي كان شغوفا بالثقافة العربية، وألف كتابا باللغة العربية، وعمل كثيرا على تأسيس «بيت خبرة»، وقال حينها إن هذا البيت يمكن أن يتأسس بتعاون من الحكومتين بإشراك القطاع الخاص... وكانت فكرته أن بالإمكان الاستعانة بخبراء الإنتاجية في اليابان على أن تكون الرسوم مخفضة جدا، وألا يتم تحصيل رسوم بحسب أسعار السوق إلا في حال تحققت نتائج بعد تقديم تلك الخبرة، ولكن الفكرة لم تتحرك كثيرا لأن الاستجابة لم تكن واضحة.
السفير الجديد تاكيشي كوندو لديه أفكار مماثلة، ربما يكون بالإمكان إيصالها بصورة أكثر تأثيرا من خلال جمعية صداقة بحرينية يابانية... ويمكن العودة إلى موضوع الاستفادة من الخبرات اليابانية، فاليابان لديها أفضل نظم التوزيع مثلا، ولديها مواصلات راقية من مختلف الأنواع، والسفير الجديد كان مسئولا عن خصخصة المواصلات اليابانية، ونحن حاليا بحاجة ماسة إلى توسعة الطرق والمواصلات... فالشوارع تمتلئ بالسيارات والشاحنات في كل مكان، وحتى شارع البديع بدأ يتحول يوميا إلى شارع مزدحم من قرية البديع في بدايته حتى المنامة في نهايته، وكأنه أحد شوارع المنامة القديمة. كما أن البحرين بحاجة إلى عدد كبير من مشروعات البنية التحتية، وفي هذا المجال نستطيع أن نستفيد أيضا من خبرات اليابان.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ