تأتي زيارة جلالة الملك لروسيا اليوم في سابقة هي الأولى من نوعها منذ استقلال البحرين في العام 1971, إذ تعد الزيارة الرسمية مهمة بالنسبة إلى تقوية العلاقات مع بلد بحجم وثقل روسيا التي توالت عليها تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية من بعد انهيار حقبة الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
البحرين توصف في التقارير الصحافية بأنها أبرز حلفاء واشنطن، ولذا تمثل زيارة جلالته لروسيا محورا جديدا في الدبلوماسية البحرينية، بل ومنحى آخر في تطوير العلاقات مع بلد عُرف سابقا بـ «قبلة الشيوعيين», إذ كان يستقطب الناشطين اليساريين تحت شعارات الأممية وصداقة الشعوب، وبسبب ذلك درس مئات البحرينيين في روسيا وتخرج منه أوائل أطباء البحرين والمنطقة الخليجية في أواخر الستينيات.
واليوم يوجد لدينا جيل من البحرينيين الذين وُلدوا في العاصمة (موسكو) منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي حتى اليوم، وهناك جيل آخر ممن وُلد لأب بحريني وأم روسية, فتخالطت الأنساب والأعراق.
لقد درس عدد كبير من أهل البحرين في هذا البلد الذي مازال بعض منهم يتقن اللغة الروسية قراءة وكتابة حتى وقتنا الحالي... وهناك أيضا نساء روسيات ممن عشنَ ويعشنَ حتى الآن وتعلمنَ اللغة العربية وحتى اللهجات واللغات الدارجة الأخرى في البحرين.
روسيا الاتحادية تبقى دولة كبرى وذات اقتصاد قوي وهناك مجالات عديدة يمكن أن تتعاون معها البحرين التي تحتضن جيلين من البحرينيين ممن يقرأ ويكتب ويتحدث الروسية بطلاقة إلى جانب إلمامه بالثقافة الروسية عبر آدابها وفنونها وتقاليدها.
روسيا دولة مؤثرة سياسيا على الخريطة الدولية ولاسيما في قضايا تتعلق بدول جوارها وعلاقاتها الوطيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط وهي بدأت تلعب دورا أكبر من الماضي بسبب صعود قوتها في السنوات الماضية. وحسنا ما قرأنا من أخبار عن نية الهيئة العامة للنفط والغاز عقد اتفاق مع روسيا بشأن صناعة الغاز الطبيعي، إذ إن روسيا هي أكبر دولة تمتلك غازا طبيعيا، ونحن نحتاج إلى استيراد الغاز، كما نحتاج إلى التعاون في مجالات استراتيجية واقتصادية تنفع البلدين
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2278 - الأحد 30 نوفمبر 2008م الموافق 01 ذي الحجة 1429هـ