خلال السنوات الخمس الماضية وربما أكثر غزت البرامج الإنسانية والاجتماعية محطات التلفزة العربية، واستطاعت بما تقدمه أن ترسم جسرا بين الإعلام وقضايا المجتمع، كما استطاعت أن تنشر الوعي المجتمعي، بل خلقت قنوات التواصل والتكافل بين مختلف فئات المجتمع، فكانت بمثابة مشروعات رائعة للأيادي البيضاء.
قناتا «الشارقة» و «دبي» الفضائيتان تعرضان خلال الفترة الحالية برامج تسكن الألم وتعطي الأمل لمواطنين ومقيمين أرادوا وتمنوا شيئا فأصبحوا يعتقدون أنه بعيد المنال، إلا أن بعد عرض مشكلاتهم على الجهات القائمة على هذا البرنامج، استطاعوا أن يحولوا ألمهم إلى أمل وبعيد منالهم إلى قريب المنال.
خطوة محسوبة لقناة «الشارقة» بإطلاقها خلال السنتين الماضيتين برنامج «ألم وأمل»، كما أنها خطوة إيجابية ومحسوبة أيضا لتلفزيون «دبي» بإطلاقه برنامج «قريب المنال» مساء كل سبت؛ بهدف نشر الوعي المجتمعي؛ وخلق قنوات التواصل والتكافل بين مختلف فئات المجتمع.
الطرح في البرنامجين كلاهما رائع والفِقرات مدروسة بعناية؛ ما أدى إيجادها جسرا بين الإعلام وقضايا المجتمع. ولاشك في أن عرض حالات إنسانية مؤثرة والبحث عن حل لها لهو دليل على جدية وحيوية المادة المقدمة من خلال أسلوب رائع في التقديم والإخراج الفني.
طريق الخير الذي نرتجيه والتعاضد والتكافل المجتمعي الواجب علينا نتمنى أن يكون لنا في قناة «البحرين» الفضائية جزء فيه ولو ببرنامج مشابه في المحتوى ليكون خير جسر للتواصل والتكافل باعتبارها قناة العائلة.
سيقول الغالبية: إننا لا نريد برامج أفكارها مسروقة. هذه ليست سرقة، فبرنامج «قريب المنال» مثلا هو في فكرته والمادة التي يقدمها مطابق إلى حد كبير مع برنامج «ألم وأمل» الذي يعرض على تلفزيون «الشارقة» والذي حقق نجاحا كبيرا على مدى السنتين الماضيتين. المعنى في كلماتي السابقة أن فكرة البرنامج النبيلة والرائعة نابعة من هدف إنساني بكل المقاييس؛ لذلك لن نجد ما يوقف نجاحها حتى لو ظهرت مئات البرامج الشبيه لها.
قد تكون هناك ملاحظات بسيطة على البرنامجين، إلا أنها في النهاية برامج إنسانية هادفة إلى المساعدة، فليس هناك ضرر أن يجود فاعل الخير أو جمعية أو تاجر، أو رجل أعمال على المحتاجين في بلدانهم أو البلدان المجاورة. ونحن في البحرين معروف عنا كرمنا وطيب نفس وجهائنا، فلن يضرنا أن يكون لنا برنامج إنساني مشابه يساعد على حل عدد كبير من القضايا التي أصبحت تملأ صفحات القراء في صحفنا المحلية والتي في بعض الأحيان يتعذر على أصحاب تلك القضايا أن يجدوا فاعل خير أو يدا بيضاءَ تمتد إليهم.
ليس عيبا أن نطلب المساعدة، وليس عيبا أن يأخذ تلفزيون العائلة فكرة «ألم وأمل» أو «قريب المنال» ويطورها لتكون بصمة تكتب له في سجل القنوات الفضائية العربية القادرة على العطاء.
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ