التحذير الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبل يومين حين كشف عن نتائج تقرير التنمية البشرية 2007-2008، والذي أكد أن البحرين تعاني من ارتفاع كبير لنسبة انبعاث الغازات الدفيئة، يتطلب من الحكومة أن تتعامل مع ما جاء في التقرير بجدية، وأن نعترف وللمرة الأولى بأننا نواجه خطرا وشيكا على صعيد الوضع البيئي في البحرين.
لا شك أن الحكومة البحرينية بحاجة لإعادة النظر في جميع سياساتها المتعلقة بـ «الحفاظ على البيئة»، هذا إن كانت فعلا لديها سياسات تعمل وفقها للحفاظ على البيئة، وأعتقد أنه آن الأوان لأن تأتي الحكومة بخطوات عملية للحفاظ على البيئة الجوية والبحرية والأرضية على اعتبار أنها منظومة بيئية متكاملة تؤثر وتتأثر ببعضها بعضا.
لم تعد البيئة في البحرين بحاجة فقط إلى قرارات ملكية باعتبار بعض مناطقها محمية طبيعية، ولكننا بحاجة إلى تنفيذ عملي لهذه القرارات والتوجيهات، ولا أدل على ذلك مما يحدث في خليج توبلي الذي يتعرض يوميا لانتهاك بيئي من جهات متنفذة ورسمية على رغم اعتباره محمية طبيعية، والكثير من الأراضي والمياه تعاني أكثر من ما يعانيه الخليج.
أعتقد أنه على الدولة أن تعترف بالجمعيات الأهلية واللجان الشعبية المعنية قلبها على البيئة أكثر من المعنيين في الحكومة، ونحن بانتظار أن تضع الحكومة يدها في يد هذه الجهات الأهلية لاتخاذ خطوات حقيقية حفاظا على ما تبقى من بيئتنا.
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ