تحدث خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس عن مخاطر الانحلال الأخلاقي، وأثره على المجتمعات الإسلامية، موضحا أن سُنة الله قضت أن الأمم لا تندثر إلا حين تسلم الشعوب نفسها إلى شهواتها، فتسودها الرذائل وتفتك بها الأمراض الخبيثة فلا تلبث أن تضمحل.

وعرج القطان على مرض نقص المناعة المتكسبة (الايدز) الذي يعتبر من أخطر الأمراض الفتاكة والمرتبطة بالفاحشة، قائلا: «نشهد اليوم من أحوال الزائغين التائهين ما يثبت ذلك، فالملايين من البشر يتجرعون الأمراض الناتجة عن الرذيلة والأطباء يبحثون عن علاج لهم وهم عاجزون عن ذلك، والإسلام خير لهم لو كانوا يعلمون لأنه يهذب النفس عن الهوى، ويبعث بها إلى العلى (...) إن يوم الايدز العالمي الذي يصادف الأول من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، والذي نشارك فيه للبحث عن علاج أو لحث الناس على الابتعاد عن الرذيلة بحسب ما يمليه علينا ديننا الحنيف، يوم نقف فيه عند أخطر الأمراض الفتاكة، فالايدز ينتشر بين متعاطي الزنا واللواط والشذوذ الجنسي، ولم يسمع أحد في السابقين بهذا المرض، ولم يسبق أن اكتشف الفيروس المسبب له وأعراضه قبل زماننا هذا»، متسائلا «أليس هذا المرض عقاب من الله على الأقوام التي استحلت الزنا واللواط والسحاق على العفة والفضيلة؟».

وأضاف القطان أن «الايدز ثمرة الانحراف الخلقي، وانتشار الايدز في الغرب والإعلان عن عدم القدرة على علاجه، لهو دليل على إفلاس هذه الحضارة المزيفة وقرب اندثارها، ولعل إعلان إصابة 5 ملايين إنسان في العام 2004 وموت 3 ملايين مصاب لهو رقم مخيف يدلل على فداحة هذا المرض».

وأكد القطان أن الأسباب التي أدت إلى انتشار المرض في الغرب «موجودة وللأسف في بعض المجتمعات العربية الإسلامية التي بدأت تنحو نحو الرذيلة أو السكوت عنها، وأصبحت السياحة عندهم متاجرة بالنساء والخمور، ونحن لسنا بمعزل عن العالم وما يحدث فيه، وعندنا من العمالة والشباب التائه ما يمكن أن ينقل هذا المرض إلى أعماق ديارنا الملتزمة والعفيفة، فدعونا نقف في وجه هذا المرض الفتاك».

ولفت القطان في خطبته إلى أن الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يكبت الغرائز، ولكنه ينظمها ويهذبها.