حذر خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) من شبكات الفساد الاخلاقي الهادفة إلى التحلل والرذيلة، والتي تستهدف الشباب والمراهقين. كما حذر من الأفراد الذين يبدون آراء باطلة في تفسير القرآن وتفسير الشريعة.

وقال العصفور: «إن المجتمعات الإسلامية والعربية مهددة من الداخل والخارج، ومعاول الهدم تعمل ليل نهار على إغراقها في الفتن والصراعات وتأليب كل طرف على آخر»، ورأى أن «معاول الهدم تعمل على تقويض ما تبقى من أخلاق وقيم دينية وانسانية، فالشباب في الأوطان الإسلامية والعربية مستهدف بكل أساليب الاغراء والفتنة، من خلال نصب شبكات الفساد الاخلاقي والتحلل والرذيلة، والتي تستهدف الشباب والمراهقين».

وبين العصفور أن «الناس في هذا الزمان هم ممن عناهم الحديث الذي يقول إن: القابض على دينه كالقابض على الجمر، إذ من الجهة الأخلاقية نرى التفسخ والانحلال الأخلاقي، والمظاهر التي تتنافى مع قيم الدين وأخلاق الشريعة».

وأردف العصفور أن «ذلك أعطى للكثير من الأفراد الآن الصلاحية الواسعة لأن يبدون آراءهم في تفسير القرآن وتفسير الشريعة بعد أن عززوا من ضعضعة الامة الإسلامية بكبيرها وصغيرها، فهم يبدون الآراء السخيفة والباطلة التي فيها التمحل والتجاوز عن قيم الدين والشريعة».

ونوه إلى أن «البعض وصل إلى درجة يؤكد فيها أن الحجاب ليس واجبا على المرأة، معللا ذلك بأنه عادة من قديم الزمان اعتاد عليها الناس، ناهيك عن التجاوز على الحقوق وكيف انقلبت الموازين واختلفت المقاييس».

وذكر العصفور أن «الله تعالى مَنَّ على الامة الإسلامية خصوصا بقدرات كبيرة ومواهب عظيمة ونعم وفيرة، مادية ومعنوية، وحباها بما حباها من النعم»، متسائلا «أين موقع الامة الإسلامية والعربية وموقفها في عالم الامم الآن، حيث لاتزال في تراجع ونقوص، تغلب عليها اعدائها وتمكن منها حسادها، وما ذلك إلا بسبب تفرق أهليها وتنازعهم».

وأكد العصفور أن «الانقسامات الكبيرة والخطيرة القائمة بين المسلمين والامة العربية عموما، والتي تعددت لحزبية ومذهبية وشرقية وغربية؛ اقتضتها السياسة الوقتية وتلونت بألوان مختلفة، فكانت النتيجة أن أذاقها الله ألوان العذاب وألبسها لباس الذلة والخوف، فهددها سياسات الشرق والغرب ذليلة مسلوبة الإرادة».

وقال إن «الصراعات والنزاعات المختلفة والقلاقل والاضطرابات أصبحت الآن تعم أكثر بلاد المسلمين، بسبب الخروج من مصيبة وبلية والدخول في أخرى أعظم، في الوقت الذي تعتبر فيه المنطقة العربية والاسلامية مستهدفة، ولم تعرف السكينة والاستقرار منذ أكثر من 30 عاما».