قال خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق: «إن (الالتزام بتعاليم) الإسلام هو الحل الأنجع واتباع تعاليمه هو السبيل الأكيد لتجنب الوقوع في الإصابة بمرض الايدز أو بغيره من الأمراض الجنسية الفتاكة»، مشيرا إلى أن «العالم وجد أن نسبة المرض تقل في العالم العربي دون غيره، وما ذاك إلا لوجود الدين عند الكثير من الناس ولله الحمد ولكنه موجود في دولنا العربية والإسلامية».
وأكد أن «العالم اليوم يصيح من ويلات، حروب، ومجاعات، وقلة أمطار وشح في الخيرات، ويصيح من ويلات الظلم والقهر، ومن أدواء كثيرة ما جاءت من فراغ وإنما جاءت من ظلم الانسان لنفسه ولغيره ولمجتمعه وأمته».
وأضاف توفيق أن «من الضوابط التي وضعها الإسلام في سبيل تهذيب غريزة الجنس، الزواج الشرعي الذي حثََّ عليه أمته وجعله السبيل الرباني لبناء المجتمع والأسرة والحفاظ على الحياة الفاضلة»، وأردف أن الإسلام «جعل التعدد في الزواج سبيلا ودرجة راقية للحد والحيلولة دون الوقوع في الخيانات والزوجية والزنا، بل كان الرسول (ص) قدوة لأمته في ذلك، بل هي سنة المرسلين من قبله من لدنْ آدم عليه السلام».
وبين أن «الأول من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يصادف اليوم العالمي لمكافحة مأساة من مآسي البشرية وهو مرض الايدز، هذا المرض الذي لا تكاد دولة من دول العالم إلا وأصيب بعض أفرادها به، داء فقدان المناعة المكتسبة، طاعون العصر»، منوها إلى أن «العالم الغربي الذي تسود فيه الإباحية المطلقة أصبح لا يقيم للعرض وزنا، ولا يعرف للمرء شرفا، أخلاق بهيمية، وممارسات للجنس بصورة فاضحة لا تعرف عزة وشهامة (...) ولا تتصف بمروءة وكرامة، إطلاق للشهوات، واستباحة للأعراض، وضياع للحياء، لا غيرة على ذات محارم، ولا اشمئزاز من فاحشة وإجرام، وقد تبعتها بعض دول الإسلام أو ممن تنسب إلى الإسلام».
وتساءل «ماذا جنوا من تلك الإباحيات؟! وماذا جرَّتْ تلك الأخلاقيات التي تركت العفاف ظِهريا، ونسفت الطهارة والحياءَ نسفا جليّا؟!»، مستطردا «جرّت شرورا لا نهاية لها، وأضرارا لا حد لمقدارها، جنت فسادا لا تقف جرائمه عند حدٍّ، ولا تنتهي آثاره السيئة ونتائجه القبيحة إلى غاية، آلام متنوعة تعصف بهم عصفا من بينها هذا المرض الفتاك».
وبين توفيق أن «هذا المرض استنفر العالم بكل طاقاته من أجل محاربته وسخرت له من الإمكانات المالية الشيء الكثير في سبيل استئصاله أو الحدِّ منه، وعقدت من أجله الندوات والمؤتمرات، وكُرِّسَت من أجله الطاقات الطبية والعلمية في كل بقاع العالم»، موضحا أن «الناس اتخذوا من أجله يوما عالميا يتحدث فيه الأطباءُ والعلماءُ توعية للمجتمعات، وإبرازا لأخطاره وأضراره، ومازالت أعداد المصابين به في ازدياد»، مشيرا إلى أن «منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عددَ المصابين في العالمِ يقدر بخمسة وأربعين مليون شخص، كما بلغ عدد المصابين في هذا العام خمسة ملايين شخصٍ».
وشدد توفيق على أن «ذلك يؤذن بكارثة عالمية، فالأشخاص الذين يموتون سنويا بسبب هذا المرض المدمر يقدر بالآلاف وهو ما لا يحصل في الحروب الطاحنة»، منوها إلى أن «هذا المرض على رغم كل ما بذل لم يجد العالم له علاجا ناجعا، وتظهر بين حين وآخر مقالات وتصريحات عن وجود علاج ولكن لا فائدة، والعالم لايزال يمارس الجنس بصورة بهيمية ويحارب الفضيلة والشرف والعفة»، متسائلا «كيف يتوقف شر هذا المرض وهم يبيحون الزنا ويسمونه حرية شخصية؟ وكيف يتوقف وهم يرون البغاء العالمي ويرونه دعامة أساسية من دعامات السياحة؟ وكيف لا ينتشر وهم يفتحون للجنس الباب على مصراعيه؟».
وذكر توفيق أن «الإسلام لم يكتفِ بتحريم فاحشة الزنا فحسب، بل وضع الإسلام تدابير وقائية للحيلولة دون الوقوع في هذه الفاحشة المقيتة فأمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وحفظ الفرْج، وأوجب على المرأة الستر وحرم عليها التبرج»، مضيفا أن الإسلام «حرم الخلوة بالأجنبية، سدا للذريعة واتقاء للشبهة»، معتبرا أن «الإسلام جاء بما يحفظُ العقول والأبدان من الأوبئة والأمراض، بتشريعاته السامية التي أحاطت جانب العرض بسياج من العفة منيع، وهذبت الغرائز، فأباحت الحلال الطيب، وحرمت وعاقبت على الحرام الخبيث».
العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ