العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ

جناحي: الشيخ الجمري كان من صناع محطات الوطن الكبرى

سلمان: الجمري اختار المعاناة فامتزجت حياته بألم الناس

واصلت لجنة أهالي بني جمرة احتفالها التأبيني الأول في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الشيخ عبدالأمير الجمري بمشاركة عدد من الشخصيات والرموز الوطنية، واستعراض أعمال فنية من بينها الجزء الثاني من الفيلم الذي أعده علي عبدالله حبيب وأوبريت لشباب القرية، وازدحمت الساحة بالحضور الحاشد... وضمن فعاليات إحياء الذكرى دشنت شبكة منتديات بني جمرة مشروع أطول رسالة إلكترونية يشارك فيها رواد المواقع الإلكترونية سيتم إهداؤها إلى عائلة الشيخ الجمري في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وبدأ نائب رئيس اللجنة المركزية لجمعة العمل الوطني الديمقراطي (وعد) عبدالله جناحي كلمته التي ألقاها في الحفل باستذكار كلمات رئيس اللجنة المركزية لجمعية وعد المناضل عبدالرحمن النعيمي في ذكرى الأربعين لوفاة الشيخ عبدالأمير الجمري «هناك أناس يعيشون بيننا، ولكنهم أموات يتحركون، وهناك أناس يرحلون عنا، يغيبهم الموت، فيستمر حضورهم ويتصاعد في اللحظات والمحطات التاريخية، ويتذكرهم كل الناس أنهم رجال من طراز سماحة الشيخ المرحوم فقيد الوطن، عبدالأمير الجمري طيب الله ثراه».

وقال جناحي: «نتذكر الشيخ الجمري لأنه لم يكن حاضرا في المحطات السياسية الكبرى للوطن فحسب، وإنما كان أحد صانعي هذه المحطات هو ومن كان معه من المناضلين المخلصين. لقد كان الجمري حاضرا في كل قضية من قضايا الوطن الكبرى، مدافعا من أجل العدالة ومن أجل المساواة ومن أجل أن يكون الوطن للجميع، ومن أجل أن يكون الشعب مصدر السلطات جميعا، ومن أجل أن نكون مواطنين لا رعايا».

واستعرض جناحي في كلمته محطات تاريخية كان للشيخ الجمري حضور لافت فيها، إذ تحدث عن انطلاقة العريضة الشعبية، وقال جناحي عنها إن «الشيخ الجمري وضع بوصلته الوطنية أمامه رافضا أية محاولة لتحريف النضال الوطني صوب الطائفية ولذلك كان ساعده متلاصقا بسواعد المناضلين من التيارات الديمقراطية والإسلامية التي قررت المضي قدما من أجل تحقيق أهداف وأحلام الشعب في مجتمع قوامه الحق والعدالة والحرية والمساواة والديمقراطية».

وعرج جناحي على مراحل ما قبل التصويت على الميثاق، إذ تحدث عن الشيخ الجمري «كان صانعا رئيسيا للقرارات السياسية المصيرية للمعارضة، وأثناء التصويت على هذا الميثاق وبعده وبداية الانفراج السياسي والأمني وتبييض السجون وعودة المنفيين والمبعدين وإلغاء قانون ومحكمة أمن الدولة وإصدار العفو العام كان الجميع مقتنعا بأنه لولا نضالات الشعب المتراكمة منذ عقود من الزمن ولولا إصرار لجنة العريضة الشعبية التي كان شيخنا المجاهد أحد أعمدتها ولولا دماء الشهداء وانتفاضة التسعينات والمقاومة المدنية لما أقدم النظام السياسي على هذا التنازل وإنهاء الأزمة والاحتقان السياسي الذي صنعه الحكم بيده جراء سياسات القمع والإرهاب والتمييز والطائفية واحتكار السلطة والثروة الوطنية ورفض المشاركة الشعبية الحقيقية في صنع واتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكان الشيخ حاضرا ورافضا لأية ترقيعات معلنا بملء الفم ومن دون تردد أن الدستور الذي صدر والبرلمان الذي سيتمخض عنه ليس هو ما ناضلنا من أجله وقدمنا خيرة أبناء الوطن تضحية من أجله».

ورأى جناحي أن «عجز الدولة عن حل مشكلة بضعة آلاف من المناضلين الذين قدموا الكثير من التضحيات خلال مرحلة أمن الدولة هي الدولة نفسها العاجزة عن حل مشكلات الإسكان والبطالة ومشكلة الغلاء الفاحش، إنها الحكومة التي ترفض لعمالها ومستخدميها تشكيل نقابات للدفاع عن مصالحهم، وهي الحكومة التي تريد خصخصة الماء والكهرباء، إنها حكومة الأجور المتدنية».

وأكد جناحي الحاجة إلى حضور الشيخ الجمري والتعلم من مواقفه اليوم أكثر من أي يوم آخر، معتبرا أن «حضور الجمري مهم للوحدة الوطنية».

وأضاف «اننا بحاجة ماسة إلى شيوخ مناضلين من أمثال الجمري يؤمنون قولا وفعلا بالقضاء على الفقر والبطالة، وتحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية والمساواة، يقومون بتعبئة الشعب على الثوابت الوطنية ورفض الطغيان لأي سبب ولأية حجة، ومحاربة الفساد والقضاء على أسبابه».

ووجه جناحي حديثه إلى الشيخ الجمري، قائلا «نتذكرك يا فقيد الوطن هذه الأيام، وتحضرنا بقوة ونحن نشاهد الاستيلاء على السواحل، تدمير البيئة، ضياع بحر البحرين، تزييف الإرادة الشعبية في الانتخابات من أجل مجلس نيابي طالبت بعودته سيدا فأعادوه مجلس خدمات واستقطاب طائفي بامتياز. إننا على خطى الراحل الكبير، نقول لن نستسلم للدعوات والبرامج والتقارير والعطايا الطائفية، إن شعارنا الأساسي في هذه المرحلة والذي هو الراية التي رفعها فقيد الوطن... لا للطائفية... نعم للوطن... نعم للوحدة الوطنية... نعم لسلطة الشعب كاملة غير منقوصة».

سلمان: كان لنا المدافع

ورافع راية مطابنا

من جهته، تحدث الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية رئيس كتلة الوفاق في المجلس النيابي الشيخ علي سلمان عن صفات العلامة الشيخ الجمري، قائلا: «في الذكرى الأولى أقف مع بعض صفات هذا الراحل، نتعلم منها ونسأل الله أن يجعلها نبراسا على هذا الدرب الطويل. والميزة الأولى لراحلنا ارتباطه بعقيدة ومبدأ وبرؤية يستمد منها القوة والعزم على طريق ذات الشوكة، عقيدة التوحيد وإيمانه برسالة محمد رسول الله (ص)، عقيدة فيها الله مالك هذه الأرض ومالك يوم الدين يستمد منها القوة والعزم وإن قل الناصرون».

وأضاف «كان منا يشعر بكل آلامنا، وكان لنا المدافع ورافع راية مطالبنا، وكان رحمه الله شخصية تواصل العمل الليل بالنهار، لا يتكلم ولا يتأوه على رغم كثرة الأمراض، وفي عز هذا الألم كان يحمل هذا المشروع ويواصل الدرب، في ظل القمع هناك حوزة علمية ونشر هدى، كان مثابرا جادا يبذل ما في يديه، فالجمري شخصية متجددة، ولم ينطلق أبدا إلا برضى ربه، ولم يعمل إلا من أجل دينه وشعبه، وكان يملك حالا من التجدد لم يؤثر فيها كثيرا تقدم العمر، وكان القادر على أن يطور مشروعه السياسي، خطابه السياسي، وكان القادر على تجديد شخصيته، يضفي عليها مزيدا من الكمال على المبادئ التي انطلق منها وهو ابن 15 سنة. ولولا هذه القدرة على التجدد، لما كان بمقدور الشيخ أن يقود مرحلة جديدة من النضال نحو حقوقنا».

وواصل سلمان «هو شخصية تتمتع مع طموحها الكبير بواقعية... وعادة ما يفقد الإنسان بتقدم العمر القدرة على التجدد والنظرة الواقعية، ولولا ذلك لما كانت انتفاضة التسعينيات. وهو شخصية تتمتع بصلابتها التي استمرت على مدى خمسة عقود، لم يتغير فيها في مواقعه المختلفة، في دراسته في العراق، ولم يتغير وهو عضو المجلس الوطني، وقاضي المحكمة الشرعية، محتضن حركة الشباب والنخبة، وقائد انتفاضة الكرامة... وعلى رغم ذلك هناك مرونة يتمتع بها في اختيار الموقع، الكلمة والحلفاء وفق ما يتطلبه العمل السياسي، علما أن هذه المرونة لا تنسى المبادئ، ولا تساوم على الحقوق».

وأشار سلمان إلى أن الشيخ الجمري شخصية لديها - مع احتفاظها بمبادئها - القدرة على التواصل مع الآخر، سواء الفرقاء السياسيين، ومع أولئك الذين هم في خندق المعارضة، وكان على استعداد للحوار مع السلطة، وهو شخصية آلت على نفسها إلا أن تؤثر على راحتها طوال هذه العقود... لم يعرف الراحة التي يتمتع بها معظم الناس، لأنكم كنتم تعانون فقد اختار المعاناة حتى امتزجت بحياته، نحن نعرف كم كان يتألم حين يسمع أنة فقير وتأوه مظلوم، وكنا نسعى إلى أن نبعده عن هذه الأنات فكان يقول: لا أستطيع.

وقال سلمان: «الشيخ الجمري شخصية تتمتع بالحنان والعطف والرقة، فكان - على رغم ما يعانيه - للآخرين الكهف الذي يلجأ إليه الناس، وهو بهذا الشعور المرهف عطوف رحيم، من توجيه وبيان (رحماء بينهم)... أبا جميل، مضيت وأعرف أن في قلبك ألف حسرة، حسرة على الفقراء لأنهم مازالوا يعانون شظف العيش، وكنت تواسيهم بمالك الشخصي تكسوهم وتشبعهم، مضيت وفي قلبك حسرة على مستوى المشاركة السياسية، فليس هذا ما طالبنا به، مضيت وهناك ألف حسرة في قلبك، مضيت بكل ذلك يستقبلك الله ونعم من تستقبل، أنت مع الشهداء ومع الذين يفرحون عند ربهم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم».

مشيمع: لقد عاش الجمري للجميع

رافعا شعار مصلحة الشعب

من جانبه، تحدث الأمين العام لحركة «حق» حسن مشيمع عن مشروع الشيخ الجمري، قائلا: «إن الشيخ عبدالأمير الجمري الذي عشنا معه سنين طويلة، وعانينا معه كأفراد وكشعب، وكانت المعاناة متبادلة سواء قبل السجن أو بعد السجن، هو الشيخ الراحل والرمز الراحل، عاش واحتضنه الجميع، لأنه لم يكن مع جهة ضد جهة أخرى، وكان يعمل من أجل الجميع سنة وشيعة، ويتعاون مع الجميع من أجل مصلحة هذا الشعب».

وأضاف أن «الشيخ الجمري حمل مشروعا للجميع، وقد قال في كلماته الأخيرة إن هذا البرلمان ليس ما ناضلنا من أجله. لقد عاش سماحة الراحل العظيم من أجل هذا المشروع مع رفاق دربه، وزار المناطق المختلفة من أجل إنجاح المشروع. وعلينا نحن إذا كنا نعز ونحب هذا الشيخ أن نحمل مشروعه. إن الاحتفاء برحيل الشيخ ليس مجرد احتفاء فلكلوري، بل هو من خلال السير على نهج الإسلام، وهو الخط الذي يرفض القبول بالفساد».

العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً