العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ

موسيقيون مستقلون... إلا أنهم لا يطربون!

خرجوا من المعامير (أرض الموت) صارخين إلى متى؟!

من وسط الغازات السامة التي تحيط ببيوتهم وفي مساء رائع وإن كان ذي سمة ليل، بزغت وجوه شابة (يقودها رجل صاحب مبادئ قومية) تناضل بموسيقاها كون الموسيقى هي أرقى الأساليب تأثيرا وفاعلية، ليخرجوا من وسط ذلك الليل الملبد بالسموم، إلى نهار يسطع بنور الحرية... فكانوا «موسيقيون مستقلون»... ولكن أحذر فهم لا يطربون!.

تعرفنا عليهم بشكل أكثر في أحد الأمسيات الراقية التي أدتها الفرقة بجمعية وعد بعنوان «إلى متى؟» والتي أرتاها الفنان المتألق زهير السعيد بتلك الجدارية الرائعة للمسرح بصهلة ذلك الحصان وكأنه يسأل «إلى متى؟».

وفي كلمته الترحيبية التي بدأها قائد «موسيقيون مستقلون» الفنان محمد جواد تركي، اعتذر للحضور لمن جاء منهم ليطرب قائلا: «نحن موسيقيون مستقلون... إلا أنهم لا يطربون، ولكننا سنطرب عندما يتحرر كل شبر من أراضي وطننا العربي، وعندما يقف نزيف نهر الدم في العراق... سنطرب عندما يموت التمييز الطائفي والعنصري والقهر والحرمان».

«ألوان الوسط» أرادت أن تعرفنا أكثر على فرقة «موسيقيون مستقلون» من خلال الأسطر القليلة التالية:

«موسيقيون مستقلون» هي نتاج حادثة «غاز المعامير» التي طالت حتى بطون الحوامل والتي مازال المتهمون فيها يتنصلون من مسئوليتها - تلك الكارثة وغيرها التي جعلت من (المعامير أرضا للموت).

فكان كل ذلك نتاج هذه الفرقة الموسيقية العائلية وجميعهم من المعامير عفوا (أرض الموت) لتغني لجميع المحرومين والمظلومين في العالم كون الموسيقى أرقى الأساليب النضالية وأكثرها تأثيرا. فكل ما قدمته الفرقة من أعمال رائعة كان من الواقع الأليم، إذ قدمت 9 أعمال جميعها من تأليف وألحان قائدها محمد جواد.

الفرقة مكونة من خمسة أعضاء، بالإضافة إلى قائدهم: محمد جواد تركي (قائد الفرقة، ومؤلف وملحن أغانيها)، جاسم محمد جواد (يجيد العزف على أكثر من ثمان آلات موسيقية ويمللك براعة ومهارة في العزف على العود)، محمود عبدالأمير تركي (عازف التانغو)، باسم تركي (عازف الجيتار)، عمار محمد جواد (صوت مميز يغني كلمات والده).

ومن الأغاني والمقطوعات التي تغنت بها الفرقة:

ويبقى الأمل

وهي مقطوعة موسيقية عزفتها لتقول لكل من أنهكتهم الحروب والقهر والحرمان أن الأمل مازال باقيا.

الجدار

وهو أغنية عنوا بها جدار الفصل العنصري الذي قطع أوصال الفلسطينيين ليختمها وبترديد الجمهور فاليسقط الجدار فاليسقط الجدار.

يا رايح الجنوب

وهي أغنية شدوا بها وكانت باللهجة اللبنانية، حيوا فيها أبطال المقاومة (جنود حزب الله) بدءها بموال جبلي من مقام «السيكاه» بطريقة الفن الفلكلوري اللبناني المعروف «أبوالزلوف» أمتع بها الجمهور الذي كان يردد معه «سلم عحزب الله».

يد الدمار

وهي أغنية بكت في أدائها الفرقة، كما بك ى لسماعها الجمهور، عندما تساءلت: إلى متى يبقى ذلك النهر من الدم في العراق وكانت كلماتها، فكانت كلماتها: بغداد تستصرخ ضمائركم بغداد تموت، وأنهاها بهذه الكلمات: سلام سلام لدار السلام لمهد الحضارات أرض الكرام.

ثم عاد بنا إلى أرضنا الحبيبة البحرين قدم خلالها 5 أعمال غنائية:

أرض الموت

عندما قال لجمهوره هي أرضي المعامير وقد أطلقت عليها أرض الموت بسبب نفوق أهلها وليس اسماك خليج توبلي ليصفق له الجمهور طويلا ليبدأ:

فهذه المعامير مدمرة تدميرا فأهلها يعانون يمرضون يموتون

وعندما يشتكون يقال لهم تدعون

آلام البشر

نظرا إلى قصور الرعاية الطبية المتدنية جدا وإهمال أكثر الأطباء وفساد بعضهم ارتأت موسيقيون مستقلون وكإحساس بالمسئولية تقديم هذا العمل الرائع ليناشد الأطباء بهذه الكلمات.

أناشدكم ملائكة الأرض فاسمعوني

تستصرخكم آلامي فأنقذوني

وأنهاها أكثرهم مهملون مقصرون وبعضهم يتاجرون بآلام البشر.

أوال

أوال الأمس وأوال اليوم وما حل بأوال من أهوال قائلا: أنا لست ضد التجنيس لكني ضد استيراد الشعوب وكانت كلماتها:

جئنا ننشد عن أرض اسمها أوال

وعن زمن وعن مجد بناه الرجال

تبدل الحال تغيرت أوال تغير الرجال

صراحة اقلها ولن أتردد تعج بلادي بشعب مستورد

وأنا المستعبد والمستبعد فهذه أوال.

قسم الولاء

وهي الكلمات الأخيرة التي اختتمت بها الفرقة تلك الأمسية الرائعة قائلة: نحن ولاءنا لترابنا كلمات قسم الولاء : قسما قسما قسما من محرومين عهدا وعدا وعدا من مظلومين

لك الولاء منا والحب والحنين بالروح بالدم نفديك يا بحــرين.

الجمهور رفض اختتام تلك الأمسية الرائعة لتقديم المزيد وسط تصفيق لم ينقطع حتى وبعد نزول أعضاء الفرقة من على المسرح فكانوا حقا مستقلين ورائعين لأنهم صادقون.

يذكر أن الفرقة هي الفرقة الوطنية الأولى على مستوى البحرين والخليج والتي تعنى بالأغاني الوطنية ولا تغني للرومانسية والعاطفة.

العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً