العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ

دخل الزوجة من حقها... والزوج يدّعي الضرر

الظروف المعيشية تفرض مساهمة الطرفين

لم تعد صناعة النجاح تقتصر على حدود العمل إذ أصبح النجاح قيمة أساسية داخل جدران منازل العوائل، أو كما يبدو أن النجاح هو القدرة على التقدير السليم والصائب. وعلى رغم تعدد عناصر النجاح فالمهم في المحصلة، تحقيق نجاح في اقتصاد العائلة، إذ يتكاتف الأزواج لتلبية متطلبات البيت التي لا تكاد تنتهي لتأتي غيرها، فالإيجارات، والأقساط، المدارس، حاجيات المنزل، الترفيه... أمور لا عد لها ولا حصر تتزايد مع كل يوم لتثقل كاهل الأسرة.

متطلبات واسعة مثل التي سبق ذكرها دفعت عددا كبيرا من السيدات للعمل مساندة للزوج، وكثيرات هن من نجحن في أعمالهن وتفوقن على الرجال؛ ما ساهم في ترقيتهن، وحصولهن على فرص عمل ممتازة، وبالتالي الحصول على مدخول مادي ممتاز.

إلا أن بعد الجدل بشأن عمل المرأة واستمراره لوقت طويل، والذي وصل بطريقة أو بأخرى لينتصر للمرأة ولعملها انتصارا كان ساحقا في الكثير من الدول، وعلى صعيد عدد كبير من المهن التي لم يكون بإمكان النساء العمل فيها سابقا، فبعد جدل حقها في العمل خرج من يجادل ويسأل في موضوع مردود عملها، وحق الزوج في مدخولها وراتبها، فأتت الفتاوى والمقترحات، والإحصاءات لعلهم بهذه الطريقة يجدون مجيبا عن هذا الأسئلة، وخصوصا أن الشق الأهم في الأمر أن هذا المدخول، هو من نتاج وجهد الزوجة، ومنحها أو مساهمتها بجزء منه أو بكامله، إنما يأتي طوعا لا إكراها.

مهما كانت نتائج الفتاوى والمقترحات والإحصاءات، فالأمور في البيوت لا تجري وفقا لآخر المعلومات التي تصل إلينا، بل تتم من خلال تراضي الطرفين واتفاقهما: الزوج والزوجة.

تقول هنادي محمد (32 عاما): «بدأت العمل لمساعدة زوجي منذ العام الثالث لزواجنا وكان لدي طفلة حينها، فعملت بدوام جزئي في البداية بمدخول لا يمكن وصفه بالكبير، إنما كان يساهم ولو بالقليل في مدخول المنزل، وخصوصا أن تربية طفلة يتطلب دخلا وجهدا كبيرين»، وترى هنادي أن المساهمة في دخل المنزل أمر مطلوب من الزوجة، على أن يكون برضاها من دون فرض العمل أو المشاركة المادية عليها، وتضيف «الزوجة تحس بأهميتها أكثر في المنزل عندما تجد نفسها مساهمة في توفير بعض الأمور في منزلها».

ويرى أنور المهدي (27 عاما) أن الأمر في النهاية يعود لغربة الزوجة «فهذا مالها وهو من حقها في النهاية، ولا يمكن إجبارها على المساهمة»، ويبرر أنور موقفه بأن «الأصل في الأمر أن يوفر الزوج الدخل المناسب للمنزل والأسرة»، ولكن يستدرك مضيفا إلى ما قال «غلاء المعيشة الآن هو أحد أسباب اضطرار الزوجة للعمل عوضا عن التفرغ للبيت والأطفال، كما أن غالبية الفتيات اليوم لا يقبلن الزواج من الشاب ما لم يقبل بشرط عملهن بعد الزواج». وبسبب هذه الأمور - بحسب رأي أنور - أصبح من الطبيعي أن تشارك الزوجة في دخل المنزل.

في مقابل هذه الآراء، ترى بعض النساء - وخصوصا غير المتزوجات - أن هذه الدخل من حق الزوجة، وأنه لا ينفي عنها حقها في أخذ مصروفها من الزوج، فهي في كثير من الحالات موظفة بدوام كامل لدى الزوج والأطفال تقدم الخدمات والمساعدة لجميع أفراد الأسرة وتشرف على الصغيرة والكبيرة، وكل هذا من دون مقابل أو مساعدة.

وفي سياق تأييدي تقول فاطمة أحمد (22 سنة): «أؤيد حق الزوجة في كامل مدخولها، بالإضافة إلى حقها في نفقة ومصروف من قبل الزوج؛ فالشرع والدين فرضا هذا الحقوق للزوجة، فلا يحق لأحد أن يجادلها فيهما ما لم تبادر هي إلى المشاركة، زد على كل ذلك أن للزوجة مصاريف وحاجيات أيضا، وهي تلبي هذه الحاجيات من خلال هذه الدخل».

وتبقى المسألة نسبية، فعلى رغم أن الكثير من الفتاوى ناصرت حق الزوجة الكامل في دخلها بالإضافة إلى نفقتها، وعلى رغم أن الكثير من الزوجات ما لم تكن غالبيتهم يساهمن بالجزء الأكبر من مداخيل أعمالهن ما لم يكون بكامل المرتب لتلبية حاجيات الزوج، فإن المسألة في الحقيقة هي مدى وعي الزوج والزوجة بحاجيات إدارة أمور الأسرة عموما وإدارة حاجياتهما الشخصية.

وإذا نظرنا في الوقت الحالي فلا غنى للأزواج عن مساهمات زوجاتهن في أمور المنزل وخصوصا إن عرفنا أن غالبية الأزواج المشاهير - مثلا - تتفوق زوجاتهم عليهم في الثروة. فزوج الفنان نيكول كيدمان مثلا لا يستطيع أن ينكر دور زوجته الثرية جدا، فثروتها تفوق ثروته أضعافا وأضعافا، وبالتأكيد ليست الشهيرة كيدمان هي الوحيد التي كسرت قاعدة «دخل المنزل يأتي من خلال الزوج».

العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً