اتفقت وجهات نظر عدد من الإعلاميين المشاركين في ورشة العمل على أهمية فكرة الورشة في إبراز أسباب تغييب قضايا الصحة العامة عن أجهزة الإعلام العربية تحديدا، لكنهم في الوقت ذاته، وجدوا أن أوراق العمل والجلسات، تناولت بشكل واضح نظريات وأوراق عمل قدمت من خلال شاشة العرض الإلكترونية، بيد أنه لم تكن هناك تدريبات عملية باستخدام النماذج وحلقات العمل للنظر في أساليب المعالجة التي يحتاجها الإعلاميون لتنمية قدراتهم ومهاراتهم في مجال توعية المجتمع بالظواهر التي تشكل تهديدا للصحة العامة.

وعلى مدى ثلاثة أيام من الورشة، كان المحاضرون يتتابعون في تقديم تجارب ومحاورات في قضايا مهمة للغاية كالأمراض المزمنة وأنماط الحياة الصحية واستخدام تقنيات الحاسب الآلي، وهذه كلها جاءت بمثابة معلومات نظرية يمكن استخدامها في حال الحاجة إلى طرح وتقديم موضوعات صحية، لكن المحصلة النهائية لم تتمكن من تقريب العلاقة بين أجهزة الإعلام والمؤسسات الصحية، فبقيت محاور مهمة من دون معالجة ومنها آلية العمل والعلاقة بين الإعلاميين والمؤسسات الصحية والأسباب الحقيقية لضعف التغطية الإعلامية لمثل هذه القضايا، علاوة على الاحتياجات التدريبية الحقيقية للإعلاميين في مجال تنمية المهارات في كيفية اختيار القضية الصحية وتحليلها ومعالجتها وتقديمها ومتابعتها، وما إذا كانت المؤسسات الإعلامية قادرة على فهم دور المؤسسات الصحية التي تحتاج إلى الإعلام بصورة لا يمكن إغفالها، في حين يهمل الإعلام العربي بأجهزته المرئية والمقروءة والمسموعة، والفضائية منها تحديدا، قضايا الصحة وارتباطها بتنمية المجتمع، ما يعني أن هناك مشكلا حقيقيا تواجهه المؤسسة الصحية نابعا من عدم إدراك المؤسسة الإعلامية لدورها، وهو الجانب الذي ركز عليه المحرر بصحيفة «الوسط» سعيد محمد الذي اقترح إضافة توصية إلى بيان التوصيات بدعوة مجلس وزراء الصحة العرب من خلال منظمة الصحة العالمية ممثلة في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمناقشة هذا الموضوع وإيصاله إلى وزراء الإعلام لإيجاد تعاون حقيقي يفتح المجال للاهتمام بقضايا الصحة.

والنقطة ذاتها أشارت إليها ممثلة تلفزيون المستقبل بالجمهورية اللبنانية رواء الأطرش التي أشارت إلى أنه كان من المفيد أن تطرح الورشة أسلوب النماذج والتمارين لتحقيق استفادة الإعلاميين المشاركين من خبرات الخبراء المشاركين في الورشة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة لتزويد الإعلاميين بالمعرفة والمهارات المبنية على أسس علمية لضمان نجاح الرسالة الإعلامية.

واجمع الإعلاميون المشاركون على أن هناك نقصا حقيقيا في دعم الرسالة الإعلامية في مختلف المؤسسات، وقد يعود ذلك إلى طغيان القضايا السياسية والإخبارية والمتابعات الحدثية من جانب، وحصول الصفحات الفنية والإعلانية والترويجية، المهمة في كثير من الأحيان، على قضايا التوعية الصحية وتحسين أنماط الحياة والبيئة والتغذية والوقاية، ويأمل المشاركون في أن تشهد الدورات القادمة تركيزا على تقييم قدرات المشاركين وتحديد الاحتياجات المهنية والمعرفية وترجمتها إلى حلقات ونقاشات وتمارين ترفع المستوى العلمي والعملي للإعلاميين في هذا الشأن.