انتقدت جمعية وعد في بيان صادر عنها أمس مشاركة العرب في مؤتمر «أنابوليس» الذي عقد أخيرا بالولايات المتحدة الأميركية، واصفة نتائجه بالهزيلة، ومعتبرة أن مشاركة العرب جاء لعدم «إغضاب زعيم العالم الحر».

واعتبرت الجمعية أن المؤتمر يهدف لمواصلة عملية التطبيع التدريجي بين الكيان الصهيوني و16 دولة عربية حضرت لإثبات حسن النوايا أو لعدم إغضاب زعيم «العالم الحر»، والحصول على تنازلات من الجانب الفلسطيني للتخلي عن حق اللاجئين بالعودة، مستشهدة «بتلميح الرئيس الاميركي حينما طالب المتفاوضين بتقديم تنازلات مؤلمة، وهو ما أكده رئيس وزراء العدو أيهود أولمرت باعتراف الفلسطينيين والعرب بـ (إسرائيل) دولة يهودية وتطبيع العلاقات معها». وتابع البيان «أراد المؤتمر أن يعمق الخلافات الفلسطينية الداخلية من خلال دعوة أحد أطراف السلطة الفلسطينية دون وجود إجماع فلسطيني وإضعاف المفاوض الفلسطيني بوضعه أمام خيار وحيد هو قبول الشروط الأمريكية الصهيونية ثمنا لقبوله مفاوضا وممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني».

وأضافت الجمعية «خلت مقدمات المؤتمر من أية مؤشرات ايجابية على نجاحه، فالراعي الاميركي غير المحايد، الذي التزم بأمن (إسرائيل) وتفوقها العسكري والنووي والاقتصادي في المنطقة العربية، قرر التفرد منذ سنوات برعاية المفاوضات الثنائية بين الصهاينة والفلسطينيين، ليتمكن من فرض المعادلات الاسرائليلة - الامريكية على الجانب الفلسطيني والعربي بما يلبي مصالح العدو في بسط سيطرته على المنطقة».

وانتقدت «وعد» ما وصفته «حالة الفرقة وتباعد المواقف العربية» والعمل على الخلاص الفردي من أجل إرضاء الولايات المتحدة ضمن صفقة تقوم أميركا بموجبها بضمان بقائها مقابل أن تقوم هذه الأنظمة بالتطبيع التدريجي مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي أدى الى غياب جبهة عربية موحدة وإستراتيجية مشتركة من أجل تحقيق المطالب الفلسطينية العادلة وخصوصا قضايا القدس وعودة اللاجئين وإنهاء الاستيطان والسيطرة على المياه والدولة الفلسطينية المستقلة القادرة على حماية نفسها والمسيطرة على حدودها. ولفتت إلى ان المؤتمر أريد له فرض «تنازلات كبرى على الشعب الفلسطيني والعرب قبل أن تنتهي ولاية رئيس ادارة المحافظين الجدد في البيت الابيض بنهاية العام المقبل»، مشيدة بـ «المقاومة اللبنانية الباسلة بزعامة حزب الله».