شهد جسر الملك فهد طيلة نهار أمس (الخميس) والليلة قبل الماضية (مساء الأربعاء) عودة سيئة لأزمة الإزدحام المروري أشعلت هذه المرة موجة غضب بين سواق شاحنات النقل البري الذين تصادم بعضهم مع بعض المشرفين والمسئولين في مرفقي الجمارك والجوازات في الجانب السعودي، لكن لم نستطع الحصول على تصريح من مسئول بالمؤسسة العامة لجسر الملك فهد بشأن الوضع السيئ الذي شهده جسر الملك فهد صباح أمس وأسبابه.
وقال شهود عيان من سواق الشاحنات اتصلوا هاتفيا بـ «الوسط» إن الليلة قبل الماضية وصباح أمس كانت المرحلة الأسوأ من مراحل الأزمة المرورية على جسر الملك فهد والتي لم تتوقف طيلة الأشهر الأربعة الماضية بسبب ما وصفوه «إصرار المسئولين بالجانب السعودي على عدم تحديث نظام التفتيش على الشاحنات، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين المسئولين في البلدين»، مؤكدين أن أزمة أمس تعود الى بقاء الشاحنة الواحدة مدة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات في التفتيش سواء كانت فارغة أم محملة. وأدى هذا الوضع الى حدوث مشادات كلامية وصلت الى التشابك بالأيدي بين بعض السواق وبعض المسئولين كادت تتسع بحسب شهادة سواق الشاحنات عندما هبّت مجموعة من السواق الغاضبين لمساندة زملاء لهم، إلا أن مصدرا بجسر الملك فهد نفى علمه بأن تكون موجة غضب قد حدثت فعلا بين السواق وهو القول الذي علق عليه السائق عبدالرضا إبراهيم الذي اتصل بـ «الوسط» شاكيا ليقول: «ترى ما هو المتوقع من سائق منهك القوى قضى أكثر من 15 ساعة انتظارا... هل يتوقعون منه كتابة الشعر؟».
وكانت المؤسسة العامة لجسر الملك فهد قد أعلنت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عن بدء تنفيذ الخطة التوسعية لتطوير مرافق الجسر بعد إجازة عيد الفطر المبارك الماضية، إلا أن ما تحقق من تعديل للمسارات وتقديم تصورات لإعادة تصاميم منطقة الإجراءات في جزيرة الحدود لم يؤثر كثيرا، فيما يعتقد أصحاب شركات النقل البري أن المسئولين عاجزون فعلا عن إيجاد الإجراءات الكفيلة بمواجهة تكدس الشاحنات نتيجة للزيادات الكبيرة خلال العام الجاري ووضع خطط خاصة للطوارئ بمشاركة الإدارات المختصة لتنسيق حركة المركبات داخل جزيرة الحدود وامتداد الجسر خلال أوقات الذروة.
وتشمل الخطة تقوية شبكة الحاسب الآلي والقضاء على المشكلات الفنية السابقة التي أدت الى حدوث تعطيل في كثير من المناسبات، بالإضافة الى تسريع حركة مسارات الجمارك والجوازات من خلال فتح كل الكبائن، فيما تم الاتفاق على فتح كل مسارات الجوازات ومحاولة إيجاد نظام مروري يسمح بانسياب الحركة دونما تجميد للمسارات في مكانها، كما حدث طيلة الأشهر الثلاثة الماضية وخصوصا ما حدث فترة الأسبوع الأول من شهر أغسطس/ آب الذي سبق حلول شهر رمضان المبارك إذ ارتفع فيها عدد المسافرين من المعدل الاعتيادي (نحو 40 ألف مركبة يوميا) الى 120 ألفا، متجاوزة المعدل المتوسط لأعلى فترات الزحام وهو 70 ألف مركبة يوميا.
ونتيجة لمشكلة الزحام التي شهدها الجسر في فترة إجازة الصيف واستمرت في الإجازات الأسبوعية، فإن «المؤسسة العامة» وضعت تصورا لخطة توسع تشمل زيادة كبائن الجوازات في الجانب البحريني من 10 الى 18 كبينة مع نهاية العام المقبل، مع زيادة عدد كبائن الدخول الى البحرين الى 13 كبينة خلال الأشهر المقبلة بالإضافة الى زيادة كبائن التأمين على المركبات من 8 الى 14 كبينة خلال الفترة نفسها كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فهي تشمل دراسة شاملة لإعادة تخطيط وتوزيع المسارات وتوسعة المرافق والصالات وتوسعة الجزيرة، الى جانب دراسة جدوى وضع مراوح خاصة لشفط الغازات المنبعثة من عوادم المركبات، وتم تكليف إحدى الشركات الاستشارية فعلا للقيام بهذه المهمة.
وبسبب استمرار المشكلة، تابع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الوضع مع مدير عام المؤسسة العامة لجسر الملك فهد بدر عبدالله العطيشان، كما زار وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مكاتب الجوازات بجسر الملك فهد لمعاينة المشكلة ميدانيا، واجتمع مع كبار المسئولين بالإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة حيث تم بحث الحلول المناسبة للتقليل من شدة الازدحام وتقليل فترات انتظار المسافرين وكذلك إجراء اللقاءات والاجتماعات مع الجهات المعنية بمنفذ جسر الملك فهد من أجل التعاون والتنسيق لتسريع إجراءات المسافرين وتسهيل مرورهم خلال وجودهم في منفذ جسر الملك فهد. ووجه وكيل الوزارة جميع العاملين في المنفذ إلى تسهيل مرور المسافرين سواء من حيث سرعة الإجراءات أو من حيث حسن التعامل مع جميع العابرين، باعتبار موظفي الجوازات المرآة العاكسة للوجه الحضاري للمملكة أمام زوارها من جميع الجنسيات. يُذكر أن منفذ جسر الملك فهد يُعَدُّ أكثر منافذ المملكة حيوية في حركة السفر.
العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ